IMLebanon

الآتي الى البيت الأبيض؟!

دل انتخاب الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب على ان الأميركيين في معظمهم قد ملوا تجاهلهم للعالم في حروبه التي لا تنتهي، بعدما حكمهم رئيس اللا موقف باراك أوباما الذي حول الولايات المتحدة الأميركية شاهد زور على ما ينفذ في العالم على أيدي الثعلب الروسي فلاديمير بوتين، الذي عرف نقطة الضعف عند الأميركيين وانساق وراء مغامرات عسكرية في عدد من دول العالم، أبرزها في اليمن والعراق وسوريا حيث دخلها بأساطيله الحربية من غير ان يتأثر بأي رد فعل من جانب واشنطن التي لم تعد تفعل أكثر من المراقبة؟!

هذه الأمور جعلت من المرشحة الأميركية الديموقراطية هيلاري كلينتون تفقد زمام الأمور بالنسبة الى القضايا الدولية الساخنة وتلك الباردة على السواء، لاسيما ان ما كانت كلينتون تعتزم عمله لا يختلف بشيء عما كان عليه الرئيس أوباما من تصرفات لم تثبت جدواها السياسية الاستراتيجية في طول العالم وعرضه، خصوصاً بالنسبة لما هو حاصل من تدخل عسكري فاضح في الحرب السورية وكأنها تعني الروس أكثر بكثير مما تعنيه بالنسبة الى المحافظة على نظام ديكتاتوري – بوليسي اسمه نظام آل الأسد (…).

إن ترامب لا بد وأنه قد فهم اللعبة الدولية على أساس ما بوسع بلاده ان تفعله لاعادة ضبط الاداء الروسي، بما في ذلك اداء ايران في عدد من دول العالم خصوصاً في سوريا واليمن والعراق، من غير ان يمارس عليها أي دور قمعي يفهم منه ان أميركا موجودة على الساحة الدولية، لاسيما ان بوتين قد استفاد من تراجع الاهتمام الأميركي في القضايا العالمية الساخنة التي حتمت على الروس التدخل لاعادة الجدولة السياسية والعسكرية، فيما اقتصر دور الأميركيين على بيع الأسلحة كما هو حاصل مع السعودية والكويت ودولة الامارات العربية المتحدة، حيث زاد الروس من تدخلهم في حروب المنطقة من غير ان يلقوا صداً من جانب أميركا ودول الغرب المنشغلة بسياساتها الداخلية، ما حتم عليها ان تبقى مراقبة للتطورات الدولية ليس إلا؟!

من حيث المبدأ ليس المطلوب من الأميركيين ان يكونوا عرباً في وقت ظهر الروس وكأنهم يسعون الى «بلشفة» المنطقة بلا حرج دولي او إقليمي، وصولاً الى احياء دور للاتحاد السوفياتي السيىء الذكر الذي كان يعتبر العالم نقطة صراع ازلي مع كل ما من شأنه ان يزيد التوترات ليس إلا، مع العلم أيضاً ان الآتي الى البيت الأبيض قد صرح وأوضح وأكد أنه لن يترك الروس يسرحون ويمرحون وراء مصالحهم من غير ان يحسبوا حساباً لما يدعونه من تدخلهم لصناعة السلام، بما في ذلك انقاذ بعض الأنظمة من السقوط من غير ان يتوقفوا عند نوعية هذه الأنظمة؟!

إن تدخل الروس في كل من سوريا والعراق واليمن هدفه منع تحررها، مع العلم أيضاً ان الأميركيين سبق لهم ان لوحوا بإجراءات عسكرية زاجرة، من غير ان ينفذوا ما تعهد به باراك أوباما من إجراءات كانت كفيلة بتغيير وجه المعركة الحربية في سوريا مثلاً، من غير ان يغيروا حرفاً في مسار الأزمة التي تركت انعكاسات بغيضة في مجمل المناطق وفي عمق لبنان والاردن والعراق وتركيا حيث اضطر زعيمها رجب طيب اردوغان لأن يخترع محاولة انقلاب ضده لاعادة تنظيف بلده من كل ما من شأنه ان يؤثر على طريقة حكمه المرشح لأن يتحول الى نظام بوليسي شبيه بما هو قائم في سوريا؟!

الأسئلة كثيرة ازاء التصرف المرتقب للرئيس الأميركي ترامب ليس لأنه داعية حرب، بل لأنه أعلن صراحة أنه لن يترك الروس يتصرفون على هواهم، أقله بالنسبة الى ما هو مطلوب من زعيمة العالم الحر المرشح لأن يفقد حريته جراء التدخل الروسي المستجد في مختلف دول العالم، بدليل ما هو حاصل مع إيران والروس حيث ظهر تدخل الجانبين وكأنه دليل رغبة ملحة لاعادة جدولة سياساتها، خصوصاً ان لا مجال لتعافي سوريا واليمن والعراق في المستقبل المنظور إلا في حال كان تدخل أميركي واضح وصريح يكفل تصويب المسار السياسي والعسكري في منطقة الشرق الأوسط؟!

الواضح والصريح ان أوجه الحرب الدائرة تحديداً في سوريا ستتغير مع مجيء ترامب الى الحكم في أميركا من غير حاجة الى افهام الروس ان الولايات المتحدة قد عادت الى الساحة الدولية ولن تترك بوتين والغزاة الايرانيين يفعلون ما يريدونه من وراء حروبهما؟!