Site icon IMLebanon

فتفضّلوا إلى ساحة النجمة!

الأخذ والردّ بالطول والعرض حول جلسة “تشريع الضرورة” ليس في محلّه، ولا في وقته. والذين يحاولون عرقلة هذه الجلسة، كما المعترضين عليها لأسباب غير واضحة، إنما يتجاهلون أو يتناسون الوضع غير الطبيعي في البلد.

فلو كان البلد ومؤسّساته الدستوريّة، وخصوصاً رئاسة الجمهوريّة، في حال عادية لما كانت الدعوة إلى جلسة نيابيّة عاديّة تحتاج إلى كل هذا العناء وهذا الجهد. ولما كان التردّد والتغنّج من جماعة عنزة ولو طارت.

بل لما كنا بلغنا هذا الدَّرك من التعتير السياسي، والتشريعي، والاقتصادي، والاجتماعي. ولما كان موضوع بحجم موضوع الزبالة يحتاج إلى ثلاثة اربعة شهور من الاجتماعات، والمساعي الحميدة، وبوس اللحى، و… ما لم يعد في حاجة إلى إعلان وشرح يطول.

صحيح أن هذا العنوان التشريعي المقبول والمهضوم الذي “خلعه” الرئيس نبيه بري جديدٌ على مسامعنا، وعلى ممارساتنا الدستوريّة والنيابيّة والسياسيّة، إلا أنه من لزوم ما يلزم، وفي التوقيت المناسب، وقبل أن نندم، ولاتَ ساعة مندَم.

أما السبب الرئيسي والأساسي، فإنما هو الفراغ الرئاسي الذي لم يسبق لبلد التجارب والمغامرات والحروب أن عرف مثله أو شبيهاً له.

وهل ينسى المعترضون والمتغنّجون والمتغطرسون أن لبنان بلا رئيس جمهوريّة منذ نيّف وسبعة عشر شهراً، وأنهم هم بالذات مَنْ يساهم مساهمة فعالة في إبقاء الفراغ الرئاسي مهيمناً، وباسطاً نفوذه في طول البلاد وعرضها؟

هنا القصة، وهنا اللغز، وهنا يُعرف الدور السلبي من الدور الإيجابي، كما دور المساهِم في تفريغ البلد من مؤسّساته، وتعريضه لشتى الاحتمالات عن سابق تصوّر وتصميم. مثلما يُعرف مَنْ يصل الليل بالنهار بحثاً عمّا يجمع المختلفين تحت سقف الحوار والبحث والتعاون.

كالرئيس بري المثال والقدوة، والوحيد في هذه اللحظات الحرجة جداً التي يعيشها لبنان المعطَّل…

فاللبنانيّون، لسبب أو لآخر، عاجزون عن الإقدام على أية خطوة تساهم في هذا الفراغ المدوّي، والذي يشكّل عاراً على بعض المتزعّمين والمعطّلين والمساهمين في وضع العصي في الدواليب.

بل يصيب العار كل السياسيّين والمسؤولين واللبنانيّين العاديّين و”البغل” الذي اكتشفه الشيخ الرفيق سعيد تقي الدين متأخِّراً.

سواء أكانت جلسة “تشريع الضرورة” من إنتاج وإبداع نبيه بري لتمرير الوقت وحاجات لبنان الضروريّة، أم أن رئيس المجلس أراد أن يعبّر عن رغبته في تفعيل دور ودورة أهم المؤسّسات الدستوريّة.

في المحصلة، من البديهي تجاوب الجميع وتعاونهم بوعي ومسؤوليّة مع جلسة تشريع الضرورة.

فتفضّلوا وبرهنوا عن غيرتكم في ساحة النجمة.