Site icon IMLebanon

مشهد هزليّ حكومة 128 وزيراً

من أين سيخترعون وزارات تناسب عدد المطالبيْن بالتوزير، الحلّ الأمثل أن يقتدي لبنان بالحكومة التي تشكّلت في أيار العام الماضي في السودان الشقيق، النموذج الصيني صغير على التعداد النيابي اللبناني، صحيح أنّهم بلد المليار ونصف مواطن ولكنّ حكومتهم تتألف من 18 وزيراً فقط، وهذا رقم صغير جداً على لبنان بلد الأربع ملايين مواطن، الحلّ الأقرب هو حكومة السودان الشقيق المكوّنة من  74 وزيراً، وكلّ وزارة لها وزير، ووزير دولة لشؤون الوزارة، وهكذا يكون اللبنانيين ضمنوا حكومة موسّعة معتبرة، «ولَهْ ولَهْ» وإذا وجد بعض النواب أنّ التمثيل ناقص، فليكن لدينا حكومة من 128 وزيراً تتطابق مع عدد النوّاب، بمعنى لكلّ نائب وزير يمثّله في الحكومة.

 

«من قصيرو»، لماذا لا يتوزّر النوّاب الفائزين في الانتخابات، فلنزيد عدد الوزارات إلى 64 وزارة، ويُعين لكلّ وزارة وزير، ووزير دولة لشؤونها، وهنا سنحتاج لزيادة عدد الوزارات، لأنّه على النسق السوداني الشقيق يكون عدد الوزارات 37 وزارة، وعليه يكون عندنا نقص كبير يجب اجتراح وزارات جديدة له، وهذا أمر متاح في لبنان من كثرة عقده ومشاكله!

ونورد هنا اقتراح بوزارات جديدة والمهام المنوطة بها، فمثلاً يحتاج لبنان إلى «وزارة الاستراتيجيّة الدفاعيّة»، الكهرباء مثلاً ممكن أن تتفرّع إلى أربع وزارات فيضاف إلى الكهرباء وزارة موتورات الكهربا، وزارة بواخر الكهربا،  أيضاً ممكن أن يتفرّع عن وزارة الصحة وزارة فواتير كهربا المستشفيات، خصوصاً مع الحديث عن تحميل المواطن كلفة فاتورة كهرباء المستشفيات 66 ألف ليرة لكلّ يوم، وممكن أن يتفرّع عن وزارة الصحة وزارة مكافحة الاكتئاب والأمراض العصبيّة…

ونقترح أيضاً إنشاء وزارة الانتشار والمتحدرين من أصول لبنانية في العالم، ووزارات للاجئين (لكلّ جنسية وزارة)، أيضاً وزارة سرقة الأملاك البحريّة «من شو بتشكي هيك وزارة»، وزارة العاطلين من العمل، وزارة المرور وزحمة السير، وزارة مكافحة الإرهاب، وزارة العنف الأسري والعنف ضد المرأة، وزارة تأهيل المناهج الدراسية، وزارة الختايرة، وزارة ذوي الاحتياجات الخاصة، وزارة العفو العام، وزارة السجون، وزارة سدّ الدين العام، وزارة تدريب السياسيين على مخاطبة الجمهور بمعنى «معقول مرشّح بيربّح جميلة للمواطن بإنّو ما معو دولار بجيبتو، وكأن المواطن في بجيبتو عشرة دولارات مثلاً ، ونحتاج مثلاً وزارة الخروقات الأمنية في بعلبك، وقد نحتاج إلى وزارة تنظيف مجاري الأنهار، ولا بدّ ولا غنى عن وزارة تسهيل الهجرة من لبنان للشباب والعائلات وبالطبع إذا المستشارين في كافة التيارات والأحزاب «بحكّوا روسن» هناك بعد الكثير من الوزارات!

وللمناسبة، الحلّ الأمثل هو «دمج» النيابة والوزارة فيكون النواب هم أنفسهم الوزراء، وفي جلسات مناقشة الموازنة أو منح الثقة للحكومة، يبدّلون أماكنهم من أماكن النواب إلى أماكن الوزراء، ويتولّى كنائب مهاجمة وزارته ـ لضرورات النقل الخارجي وإقناع ناخبيه ـ ثم يردّ بصفته الوزير على نفسه، وهكذا، وللمناسبة نحن لم نطالب بوزارة للسعادة كما في الإمارات، ولا بوزارة الموهوبين بالإكوادور، ولا بوزارة الموتى أو كما اسمها «الرفاه» وهي وزارة المتوفين كما في إسرائيل، مع أنّ الموت في لبنان مكلف جداً، لأنّ اللبناني يموت بحسرته أولاً، ثم يموت «موتة ربّو»، وفي كلاهما الأمر مكلف.

أظن أن عدد الوزارات المقترحة كافٍ لتوزير وإرضاء الجميع، هكذا مطالب استيزاريّة يناسبها هكذا مشهد هزليّ حدّ البكاء، و»يا حجل صنّين بالأعالي»!!