IMLebanon

اهم حدثين عالميين حدثا بتاريخ 23/8

 

لقد سقطت طائرة هليكوبتر تحمل رئيس مرتزقة فاغنر وهي تنقل رئيس المجموعة وعدد من معاونيه ما بين العشرة الذين كانوا على الطائرة.

 

كل من يلاحق الاحداث الدولية يعلم ان رئيس فريق المرتزقة فاغنر اجتاح مع عدد من مقاتليه مناطق واسعة من جنوب روسيا واعلن ان قيادة الجيش الروسي عاجزة عن احتلال كامل اوكرانيا وان القيادة المذكورة لا تشكل تهديدًا عسكريًا، وبالتالي احرج الرئيس الروسي بوتين بتصريحات وتحركات فريق المرتزقة وتصريحات رئيس الفريق.

 

صرح رئيس فريق المرتزقة انه لا يريد تهديد حكم بوتين بل اصلاح قيادة الجيش الروسي وتمركز شمال روسيا ومقابل بولندا. واعلنت منظمة الناتو ان اي تعريض لحدود بولونيا من قبل جيش المرتزقة سيؤدي الى تحريك قوى الناتو لمجابهته. وحكام بولونيا وهي بالمناسبة تحوز ثاني اكبر عدد من المواطنين الاوروبيين بعد المانيا، وارتأت حكومة بولونيا ارسال 15 الف جندي مع اسلحة متقدمة لمجابهة اي اختراق لحدودها من قبل فريق المرتزقة سواء انطلقت من غرب روسيا او البلد المحازي والذي لجأ اليه رئيس المرتزقة وعدد من قيادته واعضاء فريقه.

 

مخاطر مغامرة من قبل فريق المرتزقة ورئيسيه كان يهدد السلم العالمي، ومقابل تهديدات الناتو وموافقة بلدان اوروبية على تامين طائرات حربية متقدمة لجانب قوات اوكرانيا وزيادة المعونات الاقتصادية الاميركية لاوكرانيا بعشرات مئات المليات من الدولارات كلها كانت خطوات تنذر بانطلاق حرب عالمية وكان بوتين قد اعلن ان اي تحرك ضد بولونيا سيؤدي الى استعمال روسيا اسلحة نووية تجاه جيش الناتو.

 

لقد زاد من المخاطر امر ثانوي تجلى من محاكمة ابن الرئيس الاميركي المتهم بالحصول على منافع ملحوظة من اوكرانيا لتسهيله عقود مع شركات اميركية خاصة في مجال استيراد النفط ومشتقاته، وقضية ابن الرئيس الاميركي بايدن اسهمت في انخفاض نسبة التأييد لاعادة انتخابه في سنة 2024 لمنصب رئاسة الجمهورية، واخطاء بايدن الخطابية وحمايته لمساندة حكم اوكرانيا تسببتا في انخفاض التأييد الشعبي الاميركي لمستويات المعونات المقدمة لبلد حجمه البشري اصبح لا يزيد على

 

10 ملايين في حين عدد مماثل هاجر الى بلدان اوروبية منها بولونيا التي اصبحت تشكو من اعباء المهاجرين الاوكرانيين.

 

بالتأكيد ان حادث طائرة الهليكوبتر ومقتل ركابها ال10 الذين بينهم قائد جيش المرتزقة ادت الى انخفاض مخاوف الحرب ما بين الناتو والقوات البولونية من جهة والقوات الروسية، بل ان ابتعاد مخاطر انخراط جيش المرتزقة في هذه الحرب سيؤدي الى زيادة امكانات التوصل الى وقف لاطلاق النار في الحرب الجارية حاليًا، وبالتأكيد لن تكون هنالك حرب عالمية ما بين روسيا وقوات الناتو ومرور الوقت سيخفف من حماسة بايدن لدعم اوكرانيا بالسلاح والمال على نطاق تجاوز توقعات الجمهور الاميركي.

 

بعيدًا عن اوكرانيا والحرب الدائرة فيها عقد اجتماع في عاصمة دولة جنوب افريقيا شمل رؤساء خمس دول اعضاء وتشمل روسيا بوزير خارجيتها واتصال الرئيس الروسي تلفزيونيا بزملائه في الاجتماع الجاري لدول البريكس، وهذه الدول تشمل حاليًا البرازيل، روسيا، جنوب افريقيا، الهند، الصين، وهنالك دول مرشحة للانضمام لهذا التجمع الاقتصادي والمالي الدولي، ومن الدول التي ابدت اهتمامًا بالانضمام المملكة العربية السعودية التي تضيف بعدًا بالغ الاهمية بالنسبة لمنطقة الشرق الاوسط والحجم الاقتصادي للمجموعة.

 

تآلفت مجموعة البريكس بمبادرة من الصين مدعومة بالهند. وبالمناسبة اصبح الدخل القومي الهندي مقومًا بالدولار اكبر من الدخل القومي الصيني، وعدد سكان الدول الاعضاء حاليًا هو التالي: الصين 1.3 مليار؛ الهند 1.35 مليار؛ البرازيل 200 مليون؛ روسيا 135 مليون؛ جنوب افريقيا 70 مليون.

 

ان عدد الدول الاعضاء في البريكس يتجاوز نسبة 40% من مجموع سكان العالم، ومداخيلها تشكل نسبة 35% من الدخل القومي العالمي ودورها في التجارة العالمية يتجاوز نسبة 50% من حجم التجارة العالمية، وزعماء الدول الاعضاء والدول الراغبة في العضوية يعتبرون سيطرة الدولار على تسويات التجارة العالمية تتجاوز الدور التي تمثله الولايات المتحدة في الاقتصاد الدولي وفي حال انضمام السعودية وربما دولة الامارات العربية الى البريكس تصبح هذه المجموعة اكبر مجموعة اقتصادية عالمية تضاهي بل تزيد على حجم الدول الاوروبية المنضوية الى

 

السوق على مستوى الانتاج الاقتصادي وفي حال انضمام اليابان الى البريكس تصبح هذه الكتلة المسيطرة عالميًا، علمًا بان اليابان استطاعت حتى تاريخه الاعتماد على عملتها في مجالات التصدير والانتاج وقد تكون مصلحتها الاستمرار في هذا المنهج.

 

قادة البريكس الحاليين والمنتظرين يحتاجون الى ابتكار عملة مقبولة تحل تدريجيًا محل الدولار. فالدولار الاميركي احتل موقعًا فريدًا في الاهمية لان اتفاقات بريتون وودز قبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية كرست الدولار كالعملة الرئيسية، لاعادة بناء الدول الاوروبية مثل المانيا وايطاليا والدول التي اجتاحتها قوى الحلفاء خلال سنوات الحرب العالمية الثانية. والدولار ثبت موضعه بربطه منذ 1944، تاريخ اتفق بريتون وودز، وحتى عام 1971 بالذهب على قياس 35 دولارًا للاونصة والرئيس نيكسون الغى هذا الالتزام، لكن السيطرة الاميركية على القروض الدولية استمرت بتكريس حق الفيتو على قرارات صندوق النقد الدولي بالولايات المتحدة، وبريطانيا رغم انحلال الدور البريطاني، وكي يكون هنالك عملة او اكثر تمثل قواعد التجارة والمعونات الانشائية تحتاج دول البريكس لاعضاء من منطقة الشرق الاوسط وربما من اوروبا حيث وضع اليورو غير مستقر.