القائد جوزاف عون
جاء من المعارك في جرود عرسال مدافعاً عن الأراضي اللبنانية وعن الشعب اللبناني، همّه الوطن، همّه تسليح الجيش، همّه الدفاع عن لبنان ضد العدوان الاسرائيلي، ليس بحاجة الى شهادة من أحد.
الحياة الاجتماعية بالنسبة إليه لا تعني شيئاً، قضاء وقته مع جنوده «هوايته» المستدامة، يكره المكاتب، يؤثر الاجتماعات القصيرة ولكن المنتجة.
صاحب قرار، حازم في تنفيذ القرار.
هذا هو العماد جوزاف عون قائد الجيش اللبناني، وهو من القلائل الذين جاؤوا الى هذا الموقع الرفيع بهذه المواصفات المميزة.
صحيح أنه من عائلة عون ولكنه لم يصل بسبب إنتمائه الى هذه العائلة اللبنانية الكريمة، إنما بسبب كفاءاته… ولقد كان الأول حضوراً في معركة «فجر الجرود»، لم يترك ضباطه وجنوده، بل بقي معهم حتى تم التحرير.
المراكز والبهرجة لا تعنيه بشيء، يرى نفسه في البزة العسكرية، خصوصاً بزة القتال.
هذا الرجل يؤكد على أنّ البلد بخير، وكما يحمي رياض سلامة الليرة في البنك المركزي، وكما أنقذ محمد الحوت «طيران الشرق الاوسط» من أزماتها التي كانت حادّة، وكما طنوس مشلب وتاريخه الناصع في القضاء، كما عماد كريدية في أوجيرو، وكما اللواء عماد عثمان في قوى الامن الداخلي، وكما العميد خالد حمود في فرع المعلومات والاثنان يحققان انجازات امنية كبيرة… هكذا فإنّ القائد جوزاف عون وصل بالكفاءة والجهد والدأب والإصرار والقرار الى أن يكون قائداً للجيش اللبناني عن حق واستحقاق.
إنّه القائد المقرر،
وهو أيضاً الجندي المنفذ،
وهو كذلك المثال في المناقبية.
وبما أنّ «الشيء بالشيء يذكر»، وإذا كان اللبنانيون يعرفون الكثير أو القليل عن بعض الأسماء التي وردت أعلاه، فإنّ قلة تعرف أنّ الرئيس مشلب رئيس المجلس الدستوري كان ينظر، في موقعه القضائي، بقضية شغلت الرأي العام طويلاً وهي ما تعرّض له رجل أعمال نزيه ومحترم الى ظلم موصوف بسلسلة دعاوى مفبركة أقيمت ضدّه ظلماً وزوراً وبهتاناً… وبعد قرارات مدّدت توقيف رجل الأعمال مرات عديدة… في ذلك الحين استقبل مشلب وزيراً يرافقه قاضٍ كبير رغبا إليه أن يواصل حملة الظلم ضدّ رجل الأعمال فيصدر قراراً آخر باستمرار توقيفه… فما كان منه إلاّ أن قال لهما: أولاً أنا أحكّم ضميري، ولقد دققت في الملف فلم أجد على الرجل أي خطأ أو قرار أو تدبير اتخذه يستدعي إبقاءه قيد التوقيف، فهو بريء من التهم كلها المقامة ضدّه، وثانياً لو كنت أعرف أنّ هذا الموضوع سيكون مدار حديثكما معي لما كنت استقبلتكما أساساً.