لم يرد في التاريخ ذكر زعيم عسكري يبحث عن المعارك الخاسرة مثل العماد ميشال عون، ومن يعرف تاريخه، وهو ضابط مدفعية، يظن أنّه يستطيع اصطياد العصفور بالمدفع، فيبدأ بالقصف العشوائي، هذا ما قاله لي ضابط كبير يعرف ميشال عون عن قرب.
ومن يرجع بالذاكرة الى يوم تسلمه رئاسة الحكومة العسكرية من أمين الجميّل، يكتشف أنّ طبيعته غير قابلة للأخذ والعطاء لذلك فشلت معه كل التسويات، فهو يعتبر أنّه صاحب حقوق وأنّ ما يقوله وحده هو الصواب، ولا يكترث بما يقوله أو يفعله الآخرون.
نقول هذا ونحن نعرف أنّه رجل مريض، ولقد جاءه من العروض الكثير الكثير في مختلف ظروف مسؤولياته، ولكن لم يصل معه أحد الى حل.
في مرحلة الانتخابات الرئاسية في العام 2008 راهن عون على «حزب الله»، وأصيب بخيبة أمل، ولكنه لم يكن قادراً أن يتراجع عن مواقفه… إلاّ أنّه قبض ثمنها كما هو معروف القناة التلفزيونية التي بلغت تكاليفها نحو 100 مليون دولار.
اليوم هو في المرحلة الثالثة وربما الأخيرة في مساره السياسي، وهذه المرة المعطيات أصعب مرة ومرتين من السابق.
على الصعيد المسيحي فالمصالحة مع سمير جعجع و»القوات» استهلكت قسماً كبيراً من الورقة المسيحية في يده.
ثم وصول سامي الجميّل الى رئاسة «حزب الكتائب» أفقده قسماً آخر من الورقة.
واليوم عندما يطرح قضية حقوق المسيحيين فيدور طارحاً «الحقوق الخاصة» وليس حقوق الجماعة، وعندما يطرح قضية العميد شامل روكز، مع احترامنا له، فكأنه يطرح نفسه.
الى ذلك، صحيح أنّ إيران متمسكة بورقتها وتريد ثمنها… ولكن ليس الى حد فرط الوضع في لبنان… وهذا كله ينعكس سلباً على عون الذي لا شك في أنّ معركته ستكون خاسرة، ولسنا ندري ما إذا كان سيحسن الحد من الخسائر.