Site icon IMLebanon

الالتزام للحزب  والحرية للحلفاء!

يمكن القول ان العدّ التنازلي ليوم الاستحقاق الرئاسي المأمول نهاية هذا الشهر إقترب، وبعد الخطاب التوضيحي الهادئ للسيد حسن نصرالله والذي يصحّ فيه القول انه أعطى ما لقيصر لقيصر وما لله لله، على صعيد الحلفاء الألداء، الكل بانتظار عودة الرئيس سعد الحريري من الرياض، ليبنى على الأمر مقتضاه…

بداية دافع نصرالله عن مصداقية الحزب حيال دعمه ترشيح العماد عون للرئاسة، من الجلسة الأولى، لكنه تحدث مطولا عن شروط التحالف وأخلاقيات المتحالفين، ليؤكد بأن الحزب ليس في وارد الضغط على أحد من حلفائه، لأنهم حلفاء وليسوا أتباعا وخصّ بالذكر أمل نافيا ما يقال عن توزيع أدوار مع الرئيس بري، بل مجرد اختلاف بالاداء، مع تأكيده بأن العلاقة مع أمل أعمق من أن ينال منها استحقاق، وطمأن القلقين، الى ان الحزب سيذهب مع أمل الى الجلسة الانتخابية متفاهمين…

بالنسبة للنائب سليمان فرنجيه، الذي وصف تعاطيه مع الحزب بالشريف، بدا واضحا ان الضغط المطلوب عليه، ليس في وارد الحزب أبدا.

وتوجه نصرالله الى قواعد التيار الوطني الحر، ناصحا بعدم السماح لأحد بالاساءة الى العلاقة بينهما ممتنعا عن الدخول في الأسماء… خالصا الى اعلان القبول بالرئيس سعد الحريري رئيسا للحكومة، معتبرا ذلك تضحية كبرى، ودليلا على ان كتلة الوفاء للمقاومة مع العماد عون رئيسا للجمهورية وبأوراق مفتوحة، اذا سمح قانون المجلس…

المصادر المتابعة، توقفت أمام نقطة هامة في خطاب السيد نصرالله، انه لا يمانع بخيار الحريري كرئيس للحكومة، تسهيلا لوصول العماد عون الى بعبدا، لكنه يمتنع عن ممارسة الضغط أو المونة على الحلفاء في ٨ آذار ممن جاهروا ويجاهرون برفض انتخاب عون، ولم يتطرق، حتى من قبيل الاحتمال الى اقناع النائب سليمان فرنجيه بالانسحاب، هذه الدورة.

ازاء هذا الأمر باشرت الأوساط عينها، اجراء حسبة جديدة، لبيان حصيلة عملية التصويت، ان جرت في الحادي والثلاثين من هذا الشهر، لمعرفة النتيجة المفترضة بمشاركة كتلة الوفاء وحدها ودون الحلفاء، لمواجهة فرنجيه، اذا استمر مرشحا، أو بالأوراق البيضاء، حال انسحابه.

والحسبة عينها يجب أن تأخذ باعتبارها كتلة الأوراق البيضاء، التي تحدث عنها الرئيس فؤاد السنيورة، على سبيل المداعبة لرافضي التصويت للعماد في كتلة المستقبل…

الرئيس بري تحدث من جنيف متعهدا بعدم مقاطعة جلسة الانتخاب المقبلة، وتعطيل النصاب في جيبتي الكبيرة… لكني لست أنا من يلجأ الى التعطيل بيد ان رئيس المجلس المستاء من إبعاده عن الطبخة، لم يتطرّق الى التصويت في الجلسة، وهل سيترك الحرية لأعضاء كتلته، أو لمرشح ما، وان لم يكن فبورقة بيضاء؟

رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، الذي تردد ان السيد نصرالله عناه بتوجهه الى قواعد التيار الحر ناصحا بعدم الاصغاء الى من يريد تشويه علاقة التيار بالحزب، قال ان أي تظاهرات قد يشهدها الشارع اللبناني من أجل محاولة تأخير وصول عون الى الرئاسة ستكون مفتعلة من حزب الله أو من أطراف قريبين منه بالوساطة… وتحدث عن ضمانات كي لا يكون القرار في لبنان ايرانيا، وربما هذا ما يقلق بعض أوساط حزب الله… بقدر ما قد يكون الغرض منه طمأنة المتخوفين في الأوساط الاسلامية والوطنية، وفي طليعتهم الوزير أشرف ريفي من مثل هذا الاحتمال.

وعلى الرغم من كل ما تقدم، يبقى الجو السياسي العام في لبنان رطبا ومطواعا. لكن لا أحد يضمن المفاجآت، والسابقات تصنّف لبنان في خانة البلدان القابلة للمفاجآت الرئاسية…