تقرير لجنة «التواصل النيابية» مادة نقاش جديدة أمام المتحاورين
وغالبية أطراف الطاولة تضع الاستحقاق الرئاسي أولوية على القانون
فيما لم يسجل جديد على صعيد الاستحقاق الرئاسي، يمكن أن يقود إلى توقع إيجابيات قريبة على هذا الصعيد، تعود هيئة الحوار الوطني إلى الاجتماع غداً في قصر «عين التينة»، حيث سيضع رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام المجتمعين كما ذُكر، التقرير النهائي الذي وضعته «لجنة التواصل» النيابية بشأن قانون الانتخابات، في ظل وجود أكثر من وجهة نظر على هذا الصعيد، بين مطالب بالتوافق على قانون جديد للانتخابات النيابية يفتح الباب أمام إجراء الاستحقاق البلدي ومن ثم التفرغ للانتخابات الرئاسية، وبين مطالب بالتركيز على انتخاب رئيس للجمهورية، باعتبار أن هذا الاستحقاق يتقدم كل ما عداه، سيما وأن مجلس النواب لا يمكنه الاجتماع إلا لانتخاب رئيس للجمهورية.
وقد توقعت أوساط نيابية مشاركة في جلسات الحوار، أن يأخذ هذا الموضوع، في حال طرحه على اجتماع هيئة الحوار، حيزاً واسعاً من النقاش، سيما وأنه يحظى باهتمام الأوساط السياسية على اختلافها، مع وجود تباين في الأولويات، مشيرة إلى أن ممثلي «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» ما زالوا على مواقفهم الداعية للإسراع في التوافق على قانون جديد للانتخابات البلدية، تمهيداً للسير بإجراء الاستحقاق البلدي في الأشهر القليلة المقبلة وحتى في ظل عدم وجود رئيس للجمهورية، في حين أن بقية أطراف الطاولة يرون أن لا شيء يتقدم على انتخابات الرئاسة في الوقت الحاضر، في ظل استمرار الشغور المرشح للدخول عامه الثالث.
وتشير الأوساط إلى أن هناك مخاوف من أن يعمد النائب ميشال عون، الذي سيتغيب كعادته عن جلسات الحوار في موقف اعتراضي، إلى تصعيد موقفه الرئاسي بعدما شعر بأن وضعه بات صعباً وأن رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية يتقدم عليه في استطلاعات الرأي وفي عملية «البوانتاج» النيابية دون استبعاد أن يعمد إلى تحريك الشارع، أو التهديد بالانسحاب من الحوار، في حال استمر تجاهل دعواته المتكررة «لإعادة حقوق المسيحيين إلى أصحابها»، في إشارة إلى أنه الأحق من غيره برئاسة الجمهورية، مؤكدة أن عون لو كان يدرك فعلاً أنه يملك حظوظاً قوية للوصول إلى قصر بعبدا، لكان حضر جلسات الانتخاب، لكنه يعلم جيداً أن لا أمل له في هذا الاستحقاق، باعتبار أن النسبة الأكبر من النواب لا تريده رئيساً وإنما تفضل النائب فرنجية عليه، كـ«كتلة المستقبل» و«التحرير والتنمية» و«اللقاء الديموقراطي» و«حزب الكتائب» والمسيحيين المستقلين.
وكشفت الأوساط لـ«اللواء»، أنه سيتحدث خلال جلسة الحوار غداً، عدد من المشاركين الذين سيحذرون من مخاطر استمرار الشغور الرئاسي على ما تبقى من مؤسسات وسيعرضون للتحذيرات التي عبّر عنها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، خلال زيارته الأخيرة للبنان، في حال لم يُنتخب رئيس للبنان، لأن الشغور الرئاسي سيكون مدمراً على الجميع وسيقضي على ما بقي من معالم دولة في هذا البلد، حيث فوّت اللبنانيون فرصاً عديدة في الأشهر الماضية وأثبتوا عجزاً فاضحاً عن معالجة هذا الاستحقاق وإخراج لبنان من أزمة لا يمكن التكهن بنتائجها، في حال استمرت حال المراوحة والدوران في الحلقة المفرغة.
ولم تستبعد الأوساط أن يكون للنائب فرنجية خلال الجلسة مداخلة على قدر كبير من الأهمية سيحدد خلالها موقفه بكل وضوح ويضع النقاط على الحروف من الاستحقاق الرئاسي ومن غيره من المسائل المطروحة، وكذلك الأمر سيجدد تحذيره للنائب عون من مغبة أي تحرك في الشارع، بالنظر إلى مخاطره الكبيرة على عون والبلد معاً، ما سيزيل كل الخطوط الحمر عندها ويجعل «نائب زغرتا» في حل من جميع تعهداته وسيضع كل الخيارات عندها على الطاولة.