لماذا الآن؟
وهل هي مصادفة؟
وهل الظرف يسمح؟
وما هي الموجبات التي أدّت الى إثارة هذا الموضوع بقرارات فجائية…
وكأنه ينقصنا المزيد من الأزمات!
وكيف انبرى معالي وزير المال والموازنة علي حسن خليل لقضية المشاعات فضاقت في عينه، فأطلق قنبلته العنقودية في شأنها، ليعود بعد يومين (حفلا بالإثارة) فيعمل على تهدئة الخواطر؟!.
غلطة هي؟
زحطة؟
سهواً وردت؟
أو تراها جاءت قصداً وعمداً؟
وما هي الغاية منها؟ ولماذا هذا التوقيت بالذات؟ التوقيت غير الطبيعي في غياب رئيس الجمهورية وشل مجلس النواب وتعطيل الحكومة، واستثارة المشاعر بين الجميع…
ولماذا هذا التوافق الزمني مع إعادة طرح قضية لاسا؟!.
وما ادراك ما لاسا؟
ولماذا التهييج في مسألة لاسا وإدخال المرجعيات الروحية فيها؟ ولا يعتد بأن إدخال تلك المرجعية هو للتوازن مع إدخال بكركي. وهذا إدعاء ساقط، لأن بكركي معنية مباشرة كون الأراضي المعتدى عليها في لاسا هي تابعة للبطريركية المارونية صاحبة الحق الصراح، وبالتالي فهي لا تكون متدخلة في شأن هي صاحبة القول الفصل فيه.
وهل الذين حرّكوا قضية المشاعات يجهلون قصتها الكاملة من طقطق الى السلام عليكم؟!.
لا نظن… فهم يعرفون الحقيقة قدر معرفتهم الوثيقة بكل ما يتعلق بالملكيات الخاصّة والعامّة.
و(خصوصاً) قدر معرفتهم بالإعتداء على أملاك الدولة وعلى أملاك الغير.
فعلاً لسنا نعرف كيف أننا نبحث بالفتيلة والسراج عن مشكلة جديدة، ونحن الذين نغرق في بحور المشاكل من دون بوادر إنفراج؟
أمس، تحديداً، قُيّض لي أن أعاين، على الطبيعة »المشاعات« في العاقورة وقرطبا وسواهما من جرود جبل لبنان. استمعت الى الآراء وإلى والمعلومات، خصوصاً معلومات كبار السن. وقُدّر لي أن أقرأ في وجوههم الخيبة و… التصميم.
الخيبة أن يكون مثل هذا الموضوع قد طُرح في المطلق، ثم من الطرف الذي طرحه. والتصميم الحازم والحاسم على الدفاع حتى بالأظفار عن اراضيهم المجبولة ليس فقط بعرق جباه أجدادهم، بل أيضاً بدمائهم الزكية.
المرجع الكبير السابق الذي كان أمس على مقربة من مشاعات العاقورة تحدّث متفائلاً بأنّ الحلّ لهذه الأزمة الطارئة بات نهائياً… وان لا جديد في هذا الموضوع.
الأهالي الذين كانوا يستمعون معنا الى كلام المرجع الكبير السابق رحبوا بالحل، ولكنهم أصرّوا على أن يكون هذا الحلّ مدوّناً وموقعاً…
كيف لا… والزمن هذا، زمن الرداءة، هو زمن غدار!.