IMLebanon

محرِّكات الإتصالات داخلياً وخارجياً أديرَت للتوصّل إلى نتائج سريعة

 

 

المشاورات كاستراتيجية يعتمدها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فغداة البيان الذي تلاه الرئيس سعد الحريري من الرياض والذي جاء فيه أنَّه يقدم استقالته، واجه الرئيس عون الموقف بالإعلان عن مشاورات أجراها في قصر بعبدا، كانت الغاية منها رفضه الضمني للإستقالة ثم أصبح رفضاَ علنياً، وفي نهاية المطاف وضع عنواناً لهذه المشاورات هو:

رفض الإستقالة وانتظار عودة الرئيس الحريري ليعرف منه شخصياً ملابسات ما جرى.

 

عاد الرئيس سعد الحريري من الرياض، عبر باريس، وأعلن التريّث في تقديم الإستقالة والإحتفاظ بها بناءً على تمنٍّ من رئيس الجمهورية. كان ذلك منذ أسبوع، الرئيس سعد الحريري ينتظر المشاورات التي سيجريها رئيس الجمهورية ليحدِّد خطوة ما بعد التريث، والتي ستكون بالتأكيد بالتشاور مع رئيس الجمهورية.

 

المشاورات شملت كل الأطراف، التيار الوطني الحر وكتلة نواب المستقبل وحزب الله والقوات اللبنانية، وحتى حزب الكتائب غير المشارك في الحكومة، وكتلة النائب وليد جنبلاط والمردة. لم تستثنِ أحداً وتركزت على التوصّل إلى بيان يؤكد مسألة النأي بالنفس، فهل سيستطيع رئيس الجمهورية انتزاع هذا الموقف من الجميع من دون استثناء؟

كما يفترض أن تشمل مسألة النأي بالنفس وقف الحملات الإعلامية في حق الدول العربية الشقيقة.

في حال نالت هذه المشاورات موافقة من جميع الأطراف، فإنَّها ستشكل ضمانة للرئيس سعد الحريري ليطوي صفحة استقالته، ولكن في حال احتاج بعض الأطراف إلى مزيد من الوقت لإعطاء الجواب، فإنَّ التريّث سيبقى قائماً إلى حين نيل الأجوبة النهائية.

لكن المسألة ليست فقط داخلية، بل إنَّ خطوط الإتصالات مفتوحة مع العواصم الفاعلة من أجل الإفادة من تأثيرها في تعزيز ما يطلبه لبنان.

تأتي في هذا السياق الجهود التي تبذلها فرنسا، وتحديداً رئيسها إيمانويل ماكرون لمتابعة ما بدأه من جهود، وهو لهذه الغاية أرسل أحد مساعديه في الإليزيه إلى طهران، لمناقشة الدور الذي يمكن أن تلعبه إيران في المساهمة لدى الأطراف اللبنانية للنأي بالنفس عن صراعات المنطقة.

بعد جوجلة المشاورات، الداخلية منها والخارجية، يدرس الرئيس الحريري المواقف وبناءً على هذا الدرس يكون الموقف النهائي:

عودة نهائية عن الإستقالة، أو استقالة نهائية.

 

لكن ما يجدر لفت النظر إليه، أنَّ التريث ليس مفتوحاً على مهل غير محددة:

هناك استحقاقات داهمة ومواعيد يحتاج البلد إلى البتِّ فيها وليس أقلها البنود المتراكمة في الأمانة العامة لمجلس الوزراء والتي يحتاج المجلس إلى أن يبت فيها، ولهذا فإنَّ العجلة في البتِّ بموضوع المشاورات أصبحت أمراً ملحاً لا يحتمل الإنتظار.