IMLebanon

الإتصالات بين «المستقبل» و«القوات» لتأمين التحالف.. حفر في صخر

الإتصالات بين «المستقبل» و«القوات» لتأمين التحالف.. حفر في صخر

«الوطني الحُرّ»: أفق مسدود مع «أمل».. وتباعد إنتخابي مع «حزب الله»

 

 

هل نكون امام واقع برلماني جديد  تفرضه نتائج  إنتخابات القانون النسبي؟

دخلت الساحة السياسية، بدءاً من منتصف ليل أمس، مدار المرحلة الثانية من التحضيرات لانطلاق المعركة الانتخابية المقررة في السادس من أيّار المقبل، فبعد ان اقفل باب الترشح ليل أمس، فُتح في المقابل باب المهل المحددة لاعداد اللوائح وشبك التحالفات لخوض غمار هذه الانتخابات في ظل أجواء ما تزال ضبابية حيث ان قوى سياسية كبرى لم تحسم خياراتها التحالفية بعد، وقوى أخرى ما تزال بحاجة لبعض الوقت لوضع اللمسات الأخيرة على ولادة لوائحها.

وإذا كانت الرؤية لدى بعض الأطراف السياسية تتجه إلى الانقشاع في غضون ساعات أو أيام قليلة، فإن أطرافاً أخرى كتيار «المستقبل» و«القوات اللبنانية» ما تزال تحفر في صخر تقريب وجهات النظر علّ وعسى أن يؤدي ذلك إلى حبك تحالف، ولو بشكل غير موسع، لخوض الانتخابات معاً، حيث تفيد المعطيات المتوافرة عن اللقاءات التي تُعقد بين الرئيس سعد الحريري ووزير الإعلام ملحم رياشي بأن الطريق ما تزال غير معبّدة امام التحالف، وان بعض الامور تحتاج إلى مزيد من التشاور والتمحيص لتجنب أية ثغرات من شأنها ان تؤثر على مسار التحالف، ولذا فإن هناك اتفاقاً بين الطرفين على ضرورة إبقاء الأبواب مشرعة امام الاتصالات والمشاورات ما دام هناك وقت امامهما قبل اقفال باب اعداد اللوائح والدخول في المرحلة الأخيرة المؤدية إلى اجراء الانتخابات في السادس من أيّار، علماً ان تحالف «المستقبل» والحزب التقدمي الاشتراكي قد حُسم أمس الأوّل ايجابا خلال اللقاء الذي جمع الرئيس الحريري مع النائب وليد جنبلاط في «بيت الوسط»، وقد عبّر رئيس الحكومة عن المناخات الإيجابية على مستوى التحالف مع جنبلاط بقوله: «تحالفنا الانتخابي مع وليد بك دائم، وأنا سائر في هذا التحالف حتى النهاية في كل الدوائر»، وقد اتبع النائب جنبلاط كلام الحريري بتغريدة على تويتر قال فيها: «وتبقى العلاقة مع الشيخ سعد الحريري وتيار «المستقبل» بجمال وصلابة وعراقة هذا البيت اللبناني الاصيل».

وإذا كانت كل الأطراف بلا استثناء تسعى لنسج تحالفات تُعزّز من ثقلها الانتخابي في البرلمان، فإن الأفق مقفل بالكامل امام إمكانية أي توافق بين حركة «امل» و«التيار الوطني الحر» حيث ان المناخ السياسي السائد بينهما اوصد كل الأبواب امام إمكانية حتى الجلوس وجهاً لوجه للبحث في الشأن الانتخابي أو أي أمر آخر، وانه بات من الواضح ان هذين الفريقين لا يُمكن ان يجتمعا تحت سقف واحد أقله في المرحلة الراهنة الا تحت قبة البرلمان وعلى طاولة مجلس الوزراء بعد ان احرقت المواقف الأخيرة التي أطلقت كل المراكب بينهما، في الوقت الذي تُشير فيه المعلومات إلى ان التباعد بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» حاصل على مستوى التحالفات الانتخابية من دون ان يكون لهذه المستجدات أي تأثيرات على التفاهم السياسي المعقود بينهما، أي تفاهم «مار مخايل».

وفي رأي مصادر سياسية متابعة، ان مرحلة ما بعد اقفال باب الترشيحات ستكون مخصصة لغربلة الاسماء التي ستنضوي في لوائح انتخابية ما تزال قيد الدرس، وان هذا الأمر لن يدوم طويلاً ما دمنا ملزمين بوقت محدد لإنجاز اللوائح واستكمال التحالفات، علماً ان ملامح المعركة الانتخابية اصبحت شبه واضحة وان الأمور تخضع الآن إلى نوع من «الروتشة» قبل الإعلان النهائي عن أية لوائح.

وتسقط المصادر من حساباتها أي عامل داخلي يُمكن ان يؤدي إلى عدم اجراء الانتخابات بمواعيدها، وان كان الهاجس من إمكانية تأثير عوامل خارجية على هذا المسار مبررا في ظل عدم التوازن وحالة اللااستقرار التي تعيشها المنطقة في هذه المرحلة.

وتؤكد المصادر ان الماكينات الانتخابية التي ينتظر ان تُفعّل عملها 24 على 24 ساعة مع اقتراب الموعد المحدد لإجراء الانتخابات تعمل على أساس ان هذه الانتخابات حاصلة لا محالة، وان النتائج التي ستتمخض عنها هي التي سترسم معالم الخارطة السياسية للمرحلة المقبلة، إذ ان التحالف قبل الانتخابات لن يبقى هو ذاته بين العديد من الأطراف بعد إعلان نتائج هذه الانتخابات حيث تُركّب كُتل برلمانية لا دخل لها لا من قريب ولا من بعيد بلوائح التحالفات التي ستوصل المنضوين إلى هذه الكتلة أو تلك، مما يطرح السؤال عمّا إذا البرلمان الجديد الذي سيتأتى نتيجة القانون الجديد للانتخابات سيكون مختلفاً عمّا سبق؟

وبانتظار بلورة التحالفات بصورة نهائية فإن الرئيس نبيه برّي الذي كان السبّاق في إعلان أسماء مرشحي حركة «امل» وإعلانه ايضا إنجاز التحالف المطلق مع «حزب الله» في هذه الانتخابات، فإنه كان السبّاق ايضا في تسجيل أوّل لائحة انتخابية رسمية في دائرة صور – الزهراني برئاسته تحت اسم «لائحة الأمل والوفاء» وهي تضم إليه: علي عسيران، ميشال موسى عن (دائرة قرى صيدا – الزهراني)، نواف الموسوي، علي خريس، حسين الجشي، عناية عزالدين (دائرة صور).