Site icon IMLebanon

لجنة الاتصالات تبحث موضوع الانترنت غير الشرعي

هي ليست الفضيحة الاولى ولن تكون الاخيرة في الجمهورية اللبنانية ولا القضية الفاسدة الوحيدة التي تتم «ضبضبتها» ولفلفلتها ليتم سحبها من التداول تماماً كما جرى مع ملفات اخرى فضائحية عرف مرتكبوها من دون ان يحاسبوا او تمت معاقبة الصغار وترك الفاعلين والمرتكبين الكبار ووفق معادلة الحيتان الكبيرة تأكل السمك الصغير او ان المرتكبين الصغار يدفعون الثمن ويتم تهريب الفاعلين الخطيرين الذين يشكلون خطراً على امن الدولة وعلى مواطنيها . فقضية الانترنت غير الشرعي تراجعت الى الوراء بحسب مصادر متابعة للملف، وحده توفيق حيسو يدفع اليوم الثمن بعد صدور مذكرة توقيف وجاهية في قضية «غوغل كاش» وربما غداً سيخرج كما دخل بسرعة الى الحرية، وعلى ما يبدو فان القضية شبه منتهية ومرتكبيها لن يحاسبوا، وعلى ما يبدو فان ما جرى في لجنة الاتصالات والاعلام التي استقطبت اهتمام الرأي العام بعد قرار وتصعيد مقررها السير في المسألة الى النهاية لكشف الحقيقة زوبعة لم تلبث ان تلاشت وخارت قواها وهي لا تختلف عن كل ما جرى ويجري على الساحة السياسية من تجاذبات وتصفية حسابات بعدما بدت اللجنة مصرة وشفافة وماضية لكشف وسبر أغوار هذا الملف الذي شكل فضيحة مدوية يصعب للدولة تجاوزها وتخطيها كان العمل مجدياً في البداية ولا «فيتوات» على احد بعدما خضع رئيس «أوجيرو» لمحاسبة علنية كاد يشارك فيها تيار المستقبل بعد هجوم الوزير وائل ابو فاعور على عبد المنعم يوسف واتهامه له على طاولة لجنة الاعلام والاتصالات في مجلس النواب وبدا ان لا تراجع او نية لدى الممسكين بزمام الفضيحة قبل اماطة اللثام عن حقيقية الملف الفضيحة في الاتصالات، وفيما كان عبد المنعم يوسف رئيس أوجيرو هو المتهم الرئيسي في الملف فان رئيس اللجنة النائب حسن فضل الله وعد بإسقاط الرؤوس الكبيرة في القضية، الا ان سقوط هذه الرؤوس بدا عملية معقدة ومستعصية على الجميع.

وعلى ما يبدو فان قضية الانترنت غير الشرعي صارت شبه منتهية والملف الى الجارور قريباً على حد قول المصادر، ورئيس أوجيرو جرى اقحامه وتوريطه في القضية وهو خرج منها اليوم كما كان متوقعا ، فعبد المنعم يوسف قبل سنوات ، واليوم ايضاً يحظى كما دائما بمظلة المستقبل وحمايته وهو يعرف انه رجل «فؤاد السنيورة» في المستقبل وفي الادارة ، ورئيس أوجيرو كان محور خلاف المستقبل والتيار الوطني الحر ، واسمه ارتبط بملفات وقضايا وكان من الشخصيات الاساسية في المستقبل و ركناً يعتد عليه في المواجهات والكباش بين المستقبل والتيار الوطني الحر. حظي بغطاء المستقبل فان اسقاطه لطالما شكل عملية معقدة للتيار الوطني الحر. واليوم تكرر السيناريو نفسه رغم انه كاد يقع في المصيدة وكان في مرمى كل السياسيين والقوى السياسية باستثناء الوزير بطرس حرب الذي حاول تحييده، وتحول في اجتماعات اللجنة النيابية من شاهد الى متهم تم نبذه واخراجه من الجلسة، بعدما كان النائب وليد جنبلاط هو رأس الحربة في الحملة على رئيس أوجيرو، وكاد تيار المستقبل عندما تم حشره يرفع الغطاء عنه باستثناء الرئيس فؤاد السنيورة بعدما ثبت للبعض ان للرجل تاريخا في الملفات وفي حقه مسلسل طويل من الدعاوى والارتكابات وان الرجل «جسمه لبيس »، وهذا ما بدا وضحاً من حشرة الرجل في الجلسة النيابية وهجوم الجميع عليه حيث لم يجد من يسانده او يدافع عنه الا الوزير بطرس حرب ..

الواضح كا ترى المصادر ان ملف الانترنت طوي حالياً او تمت تنحيته وما كتب قد كتب في هذا الملف، والرجل الذي ربح دعاوى كثيرة سابقاً كان من السهل عليه ان يخرج سالماً من هذا الملف ومن الفخ الذي نصبه له وليد جنبلاط بغض طرف من المستقبل ذلك ان الحريري ابدى انزعاجه مؤخراً من سلسلة ممارسات ليوسف، والملف وضع على «الرف» شأنه شأن ملفات كثيرة اكثر تعقيداً ، فالملف كبير وشائك ومتشعب بعدما ظهر في اجتماعات لجنة الاعلام والاتصالات النيابية حقائق مخيفة متصلة بملف الانترنت غير الشرعي فالتجهيزات التي تم استخدامها في المحطات المرتكبة تم ادخالها الى لبنان ببيانات مزورة وتلك مصيبة وكارثة وتستدعي تحقيقاً مفصلاً ومطولاً يطال القوى الأمنية والمسؤولة .