جُمّدت الاتصالات في شأن ترشيح النائب سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية يوم الجمعة الفائت، من دون معرفة الجهة التي أعاقت المضي في المشاورات، وهل هي محلية ام عربية ام دولية. وقد جُمدت كما سبق ان انطلقت، من باريس، بعد لقاء الرئيس سعد الحريري وفرنجية في باريس.
وافادت مصادر متابعة لسير تلك الاتصالات السرية ان نجاحها كان سيؤدي وفق ما كان مخططا، الى إعلان رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط انسحاب مرشح كتلته للرئاسة النائب هنري حلو، وفي الوقت نفسه تأييد فرنجيه للرئاسة، على أن يتبعه في ذلك الحريري، متجاوزا البلبلة التي أصابت كتلته، فانقسمت بين مؤيد ومعارض، حتى ان الرئيس فؤاد السنيورة تجنب البحث في تسويق الحريري لترشيح فرنجية خلال اجتماع كتلة “المستقبل” يوم الثلثاء الماضي، بذريعة ان اللقاء بين الحريري وفرنجية لم يعلن رسميا انه تمّ.
وأشارت الى ان الولايات المتحدة فوجئت بهذا الترشيح. والواقع أن مسؤولين في واشنطن، يفترض انهم على معرفة بهذا الترشيح، أعلنوا عدم تدخلهم في الاستحقاق وان ليس لديهم اي مرشح يفضلونه على آخر ينافسه، لكنهم في الوقت نفسه كانوا قد كلفوا ديبلوماسيا من رتبة رفيعة الاستماع الى مواقف الأفرقاء، وبدوا مهتمين بألا يعمل من سيكون رئيسا ضد مصالح الولايات المتحدة، لانها تعتبر ان لبنان بلد حيوي بالنسبة اليها.
ودافعت المصادر عن تحرك الحريري لإيجاد تسوية، ولو مع فرنجيه الصديق الشخصي للرئيس السوري بشار الأسد، مذكرة بأن الحريري لم يتفرد في التسويق لفرنجية، الذي اعتبرت أنه وإن لم يكن يتمتع بالشعبية التي لرئيس “تكتل التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون، فلا مانع من الحوار معه لملء الفراغ الرئاسي، بعد ما حصل الامر نفسه مع عون، من دون التوصل الى تفاهمات.
ولفتت الى أن الحريري على علاقة جيدة بروسيا وبالفاتيكان، وان الدولتين مع الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وإعادة فتح أبواب قصر بعبدا، وان المقربين من السفير البابوي المونسنيور غبريالي كاتشا يسمعون منه كلاما لافتا لجهة صفات رئيس الجمهورية في لبنان، مؤداه ان عليه ان يكون لجميع اللبنانيين وليس فقط للمسيحيين، وان نزعة التعصب تضرّ بهم. وكان لكاتشا حديث مطول عن ترشيح فرنجيه على هامش احدى المناسبات الديبلوماسية مساء الخميس الماضي.
وذكرت ان المسؤول الفاتيكاني لا يمانع في ان يكون مرشح التسوية قطبا قويا في قوى الثامن من آذار وله صداقات داعمة في 14 آذار. وتوافرت ليلا معلومات تفيد ان دولة إقليمية طلبت التريث من اجل تسوية بوادر خلاف لقوى تدعمها بغية توحيد موقفها من ترشيح فرنجيه. وهذا يعني ان زخم الاتصالات الديبلوماسية لم يجمد، بل الأدوات اللبنانية المواكبة له. وتوقعت ان تظهر خلال الأيام القليلة المقبلة نتائج الاتصالات الإقليمية وما اذا كانت المساعي لدعم ترشيح فرنجيه ستنهار ام ستستأنف.