هاجم موقع القوات اللبنانية الأمين العام للحزب الشيوعي خالد حدادة، داعياً إياه الى الاهتمام «بعلمانيتك المذهبية»، بعد نعي الأخير، خلال تظاهرة الأول من أيار، «صيغة اتفاق الطائف»، مُعتبراً أن «مصلحة البلد تقتضي عقد مؤتمر تأسيسي لبناء لبنان جديد يكون للعمال والمنتجين فيه الحق بالشراكة وبنظام ديمقراطي يختارونه ولا جنرال أو مدّعي حكيم يؤمنها». لم يحتمل القواتيون كلام حدادة، فقرروا فتح الجبهة الباردة بين معراب والوتوات. افتتحوا بيانهم بالتهكّم على «الحزب الشيوعي الذي يكاد ينقرض من الكرة الأرضية، فيما أطلّ علينا فارسه الأحمر خالد حدادة ممتطياً حصان العمّال. نفض الغبار عن المنجل والمطرقة، تسلّح بهما واعتلى المنبر، ليبشرنا بموت الطائف على غرار صيغة الـ43 ويدعو إلى مؤتمر تأسيسي». موقع القوات وضع نفسه في منزلة الواعظ وهو يُذكّر حدادة بأن «حزب الله منعك من أن تُكرّم شهدائك وأنت اليوم تتغنى بأمجاد شهدائه…».
«الشيوعي» ردّ ببيان برر «فورة دم» الموقع الزيتي بأنه «ضاق ذرعاً من خطاب حدادة لأنهم يخافون الحقيقة، ويخافون مشاركة العمال في عيدهم. هذا العيد الذي حاولوا ويحاولون اغتياله كما اغتالوا الوطن وأسروا شعبه بقيودهم الطائفية ومواقفهم التقسيمية»، وختم بأن «الخائن يبقى خائناً والعميل يبقى عميلاً».
يعتقد حدادة أن القوات مستاءة «لأننا رفضنا نسج علاقات معها، خاصة أنها لم تُقدم نقداً ذاتياً لعلاقتها مع إسرائيل، إضافة الى انتقادي السعودية في أحد مقالاتي، وهي المموّل الأساسي للقوات». في ردّها، سخرت القوات من الحزب، «وإذا كنا فعلاً لا نمثل شيئاً، لمَ هذا الرد الذي لم يكن أخلاقياً؟». وفي ما خص العلاقة مع حزب الله، أكّد أن الحزب «يتقاطع مع أي قوى تعادي إسرائيل، ونحن نفتخر بجميع الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن لبنان انطلاقاً من جمول وصولاً الى حزب الله». هذا الملف لا يمنع «الشيوعي» من انتقاد فريقَي 8 و14 آذار «الحليفين في ما خص المصالح الاقتصادية الداخلية». انطلاقاً من ذلك، المطلوب من القوات «تلاوة فعل الندامة عن موقف الخيانة خلال اجتياح الـ1982 وشماتتهم بشهداء حرب الـ2006». ولا يُمكن لها أن تزعم أنها تمثل «حقوق المسيحيين لأنها هي التي وقفت ضد مصالحهم في سلسلة الرتب والرواتب، في حين أننا نُمثل مصالح كل الفقراء».
مدير تحرير موقع القوات جورج عاقوري قال إن «الرفيق خالد تهكم على جعجع فرددنا عليه بالأسلوب نفسه». توقيت طرح عقد مؤتمر تأسيسي في هذه المرحلة يثير تساؤلات لدى القوات، «قبل ذلك ربما الأجدر أن ينظم حدادة مؤتمراً تأسيسياً للشيوعي». يُذكّر عاقوري بالأمين العام السابق جورج حاوي، الذي كان أول من نظّم حواراً مع القوات في التسعينيات و«هو نقل الصورة الإيجابية للحزب. حدادة يعيش في عالم آخر».