IMLebanon

رأفة بالبلاد والعباد  

 

قال نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي إنّ المجلس النيابي في العام 1929 سحب التكليف من الرئيس المكلف سنتذاك لتشكيل الحكومة المرحوم إميل إدّه.

 

لو قال أحد المستجدين في السياسة والنيابة مثل هذا الكلام لكنا فهمناه، ولكنه غير مفهوم أن يصدر عن نائب عريق وهو الى ذلك نائب رئيس المجلس سابقاً وحالياً.

أمّا إذا كان همّه أن يرضي السوريين، فنقدّر ظروفه، ولكن اليوم هناك بلد فهل نحرق البلد من أجل أن يُرضي الفرزلي مرجعيته في الشام؟!.

طبعاً ما يُقال لنائب رئيس مجلس النواب يُقال لأصحاب النظريات التي لا تقف على قوس قزح مشفوعة بكم كبير من الاجتهادات والمطالعات والدراسات التي ليس لها سوى هدف واحد هو تأخير تشكيل الحكومة وضرب مقوّمات التسوية التي حققها الرئيس سعد الحريري وأوصلت الجنرال ميشال عون الى رئاسة الجمهورية.

كما نخشى أن يكون الهدف أيضاً ليس فقط ضرب التسوية الرئاسية وحسب إنما كذلك ضرب التوافق الذي نتج عنها بين الرئيسين عون والحريري والذي ثبّت الاستقرار في لبنان.

ولقد علّمتنا تجاربنا القريبة والبعيدة انه ما من مرّة اهتز فيها التوافق بين القصر والسراي إلاّ انعكس بأسوأ النتائج وأخطر التداعيات على لبنان كلّه.

والعكس صحيح، فإنّ هذا الوطن اللبناني لم يشهد استقراراً وازدهاراً إلاّ بثبات التوافق بين رئيسي الجمهورية والحكومة وبالتعاون، بالطبع، مع رئيس مجلس النواب.

وفي تقديرنا أنّ المرحلة لا تتحمل الكثير من الاجتهادات والنظريات الهمايونية والمطالعات الهادفة الى غاية وليس الى إحقاق الحق… إنها مرحلة في غاية الخطورة، خصوصاً على الصعيد الاقتصادي، ولا يزال دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري يحذّر، يومياً تقريباً، من دقة هذه المرحلة ويرفع الصوت عالياً داعياً الى الإسراع في التأليف.

ولقد التقى مجلس المطارنة الموارنة برئاسة غبطة البطريرك بشارة الراعي مع دولته على مناشدة أصحاب الشأن التعالي على الذات وتجاوز المصالح الذاتية، والاتكال على الله في الانطلاق بتشكيل الحكومة ولو صحّ أنّ هناك بعض التنازلات “من الجميع” كما قال الرئيس بري، وكما قالت المرجعية المارونية أيضاً، علماً أنّ الغيارى الحقيقيين على الوطن والمواطنين يجمعون على أنّ لا مناص من تشكيل الحكومة لتكون حاضرة في مواجهة التحديات الكثيرة والاستحقاقات العديدة الداهمة.

ولا نبالغ أو نذهب بعيداً إذا دعونا فخامة رئيس الجمهورية أن يأخذ المبادرة في هذا الاتجاه، فيجتمع ودولة الرئيس المكلّف ويعقدان الخناصر على الخير مراعين المصلحة الوطنية، ولا مصلحة سواها، ثم تخرج الحكومة إذ لم يعد جائزاً أن يستمر هذا الفراغ الحكومي تحت تصريف الأعمال.

ولا ننسى أنّ الرئيس عون هو في نظرنا الأكثر تضرراً من عدم قيام الحكومة… فالوقت الذي يمر من دون حكومة يأكل من هذا العهد إن لم يكن من رصيده فأقله من عمره… ونحن على أبواب مرور السنتين منه.

عوني الكعكي