واخيرا، خرج الدخان الابيض من اجتماعات نواب طرابلس وتم التوافق على الدكتور عزام عويضة رئيسا لمجلس بلدية طرابلس.
فبعد سلسلة اجتماعات عقدها الرئيس ميقاتي مع نواب طرابلس وتوجت بلقاء مع الرئيس الحريري في دارة رئيس الحكومة تمام سلام حيث عرض كل من الرئيسين ميقاتي والحريري وجهة نظرهما، وفي اللقاء الذي حصل مؤخرا في دارة الوزير سمير الجسر والذي حضره ميقاتي والنائب محمد كبارة كان اعتراض الجسر وكبارة على اسم الدكتور عويضة لكن ميقاتي طلب اليهما الاجتماع الى عويضة ومحاورته، وقد حصل اللقاء الذي خرجا بعده ليتصلا بالرئيس ميقاتي ويعلنا موافقة الحريري وعلى تفاصيل اللائحة التوافقية.
وحسب المصادر ان بقية تفاصيل اللائحة تم التوافق عليها بحيث تتوزع المقاعد سبعة مقاعد للرئيس ميقاتي وسبعة مقاعد اخرى لتيار المستقبل واربعة مقاعد للوزير فيصل كرامي وعضوان للصفدي وثلاثة للاقليات ومقعد للنائب روبير فاضل.
ومن المقرر تظهير هذا التحالف في الاجتماع الاخير الذي انعقد ليل الاحد في دارة النائب احمد كرامي حيث يترك للرئيس المنتظر عويضة حرية اختيار فريقه البلدي مع حق «الفيتو» للنواب على اي اسم واستبداله باسم آخر حيث معيار انتقاء الفريق البلدي هو الكفاءة والاختصاص وان يكون منسجما مع الرئيس بحيث لا يحصل تعطيل للعمل البلدي لاحقاً.
ولاحظت مصادر انه جرى استبعاد كل من الوزير ريفي والنائب السابق مصباح الاحدب عن هذا التوافق الذي ضم القوى والتيارات السياسية الفاعلة وذات الحيثية الشعبية بحيث ستكون اللائحة التي تحسم المعركة الانتخابية قبل وقوعها.
واعتبرت المصادر ان تيار المستقبل حسن من شروط مشاركته في اللائحة التوافقية فنال سبعة مقاعد توازي حصة الرئيس ميقاتي دون أن يحتاج الى معركة او الى صرف موازنة مالية، وان الرئيس ميقاتي تساهل جدا حيال تيار المستقبل لكنه في المقابل حقق اهدافه في فرض الرئيس العتيد الى جانب المقاعد السبعة في وقت كان يستطيع الرئيس ميقاتي خوض معركة انتخابية مع حليفيه الوزير فيصل كرامي والنائب احمد كرامي ويحصد فيها مجلسا بلديا منسجما، لكنه فضل مشاركة القوى السياسية الاخرى كي يأتي المجلس البلدي ممثلا لجميع الشرائح السياسية الطرابلسية.
هذا التوافق – حسب المصادر – شد من عصب القوى السياسية الاخرى والمجتمع المدني بحيث حدد ريفي خياراته في تشكيل لائحة برئاسة عضو المجلس البلدي الحالي احمد قمر الدين مع اعضاء آخرين وممثلين للاحياء الشعبية والمجتمع المدني.
كما واصل النائب السابق الاحدب تشكيل لائحته من 18 عضوا من ذوي الاختصاص واعضاء ناشطين في المجلس البلدي.
وتجري محاولات لتشكيل لائحة من الناشطين في المجتمع مستقلين وتمثل الاحياء الشعبية في المدينة وممن لهم باع في العمل الاجتماعي والخدماتي.
ويبدو ان المشهد الانتخابي الطرابلسي ذاهب الى معركة انتخابية بين اربع لوائح انتخابية حيث يواجه ثلاث لوائح اللائحة التوافقية التي تشكل حالة شعبية نتيجة ضمها القوى والتيارات السياسية الاقوى على الساحة الطرابلسية، فيما تتوقع مصادر اخرى حصول خرق طفيف لدخول ريفي على خط التنافس اضافة الى منافسة الاحدب وفي كل الاحوال فبرأي المصادر انها ستكون معركة تحديد الاحجام السياسية لكل القوى الناشطة على الساحة الطرابلسية.