IMLebanon

التوافق في طرابلس: تصاعد الدخان الأبيض

ما لم يطرأ تطوّر دراماتيكي يعيد الأمور إلى النقطة الصفر، فإن التوافق السياسي حول انتخابات طرابلس البلدية يفترض أن يعلن في غضون 48 ساعة على أبعد تقدير

تسارعت الاتصالات واللقاءات في اليومين الماضيين في طرابلس لإنجاز التوافق حول الانتخابات البلدية بعدما دهم الوقت الجميع، وبات يفترض إعلان اسم رئيس البلدية التوافقي وأعضاء لائحته لإعطائهم فترة زمنية معقولة للقيام بلقاءات وجولات انتخابية.

وتوقعت نيابية «إنجاز إعلان اسم الرئيس التوافقي وأعضاء لائحته الخميس على أبعد تقدير، بعد وضع لمسات أخيرة على الأسماء»، مؤكدة أن «التوافق تم مبدئياً على تبني المرشح عزام عويضة رئيساً للبلدية، وأن عملية غربلة تجري لاختيار فريق عمله».

وكان لقاء نواب طرابلس في منزل النائب محمد الصفدي في عمشيت، الأحد الماضي، «نقطة تحوّل» في الوصول إلى توافق مبدئي حول عويضة، وتبعه لقاء ثانٍ عقد مساء اليوم نفسه في منزل الرئيس نجيب ميقاتي في الميناء، شارك فيه الوزير السابق فيصل كرامي ونواب المدينة.

وأوضحت مصادر المجتمعين في اللقاءين لـ»الأخبار» أنه «لا تزال هناك عراقيل صغيرة تتعلق ببعض الأسماء بعدما توافقت كل الأطراف على استبعاد الأسماء النافرة بانتمائها السياسي، والموظفين الذين يعملون في مؤسسات تابعة لجهات سياسية، على أن تضم اللائحة التوافقية أصحاب الكفاءات من قطاعات مهنية ومناطقية وشعبية، ومن كل الشرائح». وأكّدت أن «توافق هذا العام ليس تكراراً لتوافق 2010 الذي يعترف الجميع بأنه كان فاشلاً».

في غضون ذلك، نفت مصادر نيابية أن يكون التوصل إلى توافق مرتبطاً باللقاء الذي دعا إليه السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري، في منزله الجمعة المقبل. لكنها رأت أنه «يُفضل أن نتوصل إلى التوافق قبل اللقاء وليس بعده».

وكانت المشاورات قد شهدت مدّاً وجزراً، ولقاءات توزعت بين أكثر من مكان. وفي أحد هذه اللقاءات الذي عقد قبل يومين في منزل ميقاتي، بحضور النائبين محمد كبارة وسمير الجسر، ارتفعت نبرة الكلام بين الثلاثة، ونقل مقربون من ميقاتي قوله لضيفيه: «اذهبوا وألفوا لائحتكم، وأنا سأؤلف لائحتي». إلا أن هذه الأجواء المتوترة جرى ترطيبها سريعاً. إذ لم يمض وقت طويل حتى اتصل نادر الحريري، مدير مكتب الرئيس سعد الحريري، بكل من كبارة والجسر، وبميقاتي وكرامي، وأبلغ إلى الجميع «موافقة الرئيس سعد الحريري مبدئياً على تبني ترشيح عزام عويضة».

غير أن التوافق على عويضة لم يبعد القلق من الغرق في تفاصيل الأسماء بما «يخربط» العملية برمّتها. وبرزت هذه المخاوف لدى التطرق إلى أسماء أعضاء اللائحة من الأقليتين المسيحية والعلوية. إذ اعترض ميقاتي وكرامي على أسماء مرشحين علويين قدمهما تيار المستقبل، واحتج النائب أحمد كرامي على إبعاد مرشحين من المناطق الشعبية عن اللائحة، قبل أن تبرز معضلة المفاضلة بين مرشحين مسيحيين محسوبين على تيار المردة أو التيار الوطني الحر، وهي مفاضلة يبدو أنها ستصبّ في نهاية المطاف لمصلحة المردة لاعتبارات مرتبطة بالتحالفات السياسية وبالجوار الجغرافي تحديداً.

وسُجّل أمس تطوران صبّا في مصلحة تسمية عويضة، الأول إعلان المرشح عمر الحلاب، في بيان، «العزوف عن الترشح لرئاسة بلدية طرابلس لمصلحة الدكتور عزام عويضة»، معلناً انضمامه إلى «فريق عمله مع المشروع المطروح لعمل المجلس البلدي الجديد». والثاني، اللقاء الموسع لنواب طرابلس وقياداتها، الذي عقد في منزل ميقاتي في الميناء، في حضور الجسر وفيصل وأحمد كرامي وفاعليات، لوضع اللمسات الأخيرة على اللائحة التوافقية قبل إعلانها رسمياً.

وردّاً على ما أشيع عن مطالبة ميقاتي بـ 14 عضواً من أعضاء البلدية البالغين 24 عضواً، أكد مستشاره السياسي خلدون الشريف أن ميقاتي «لم يسم أحداً، ولم يطلب حصة في البلدية، وهو يعتبر كل الأعضاء من حصته نظراً إلى ما يمثلون من كفاءة في القطاعات والاختصاصات والمناطق التي يمثلونها». كذلك شدّد على أن رئيس الحكومة السابق «لا يعتبر عويضة من حصته، بل يعتبره من حصة الجميع»، لافتاً إلى أن «التوافق أُنجز، وتوضع اللمسات الأخيرة عليه».