Site icon IMLebanon

المتنافسون لم يتجاوبوا مع مامبرتي هل استمرار تعطيل الرئاسة مؤامرة؟

تحول انتخاب رئيس جمهورية جديد ليملأ الفراغ الذي أحدثه الرئيس ميشال سليمان منذ أكثر من سنة الى معضلة. وسارعت الدول قبيل مغادرة سليمان القصر الى ابلاغ الزعماء السياسيين ان ليس لأي منها مرشح للرئاسة. وجيّرت لهم أمر الانتقاء. غير أن الزعماء خذلوا قادة تلك الدول في انشطارهم الى فريقين، 8 آذار و14 آذار. والطريف ان هؤلاء القادة لم يخجلوا من التهرب من مسؤولياتهم بذريعة ان انتخاب رئيس للبنان لن يتم الا اذا توافر التوافق بين الرياض وطهران، وهذا لن يحصل الا بتفاهم أميركي – أوروبي. واكتملت الاتصالات وهي مستمرة ولكن من دون جدوى. وشهدت البلاد اضرابات وتظاهرات امام مقار السفارات او في الساحات والطرق العامة او تجمعات شعبية أمام منزل رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون في الرابية.

وأفاد مصدر ديبلوماسي “النهار” ان الفاتيكان أوفد الكاردينال دومينيك مامبرتي الذي زار بيروت مطلع هذا الشهر لنحو ستة أيام نزولا عند رغبة عدد من الزعماء، من أجل توجيه رسالة دعم للوجود المسيحي في الشرق. واستعمل عنوان وظيفته “محافظ المحكمة العليا للتوقيع الرسولي” في الفاتيكان لانه مدرك صعوبة مهمته، ولئلا يقال إن الكرسي الرسولي قام بمساع ولم ينجح، ومع ذلك جس النبض باللقاءات المكثفة التي عقدها مع عدد من زعماء البلاد والطوائف حول مساع يمكن ان يبذلها، لكنه عاد الى روما من دون أي نتيجة.

ويعود سبب فشله الى ان الموفد البابوي أبلغ كلا من عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع انه يصبح جاهزا للقيام بمساع حميدة اذا طلب منه الفريقان المتنافسان ذلك، وهذا لا يكفي فقط، بل عليهما ان يلتزما ما سيطرحه حلا، نتيجة تحليله لنتائج الاتصالات التي أجراها. إلا أن الطرفين لم يشأا التقيد بهذين الشرطين.

وأشار الى أنه أيا كان الوسيط لا يمكنه انهاء المعركة نظرا الى أنانية المتنافسين على كرسي الرئاسة.

ولفت الى ان على المرشحين ومن يدعمهم ان يعوا ان البلاد لا يمكنها ان تبقى من دون رئيس للجمهورية فترة زمنية مفتوحة، وأيد دعوة بكركي المرشحين الى التخلي عن تصلبهما، ويدرك البطريرك بشارة الراعي ان النداء هذا لن يلقى أي تجاوب، وان يوم غد الاحد 21 الشهر الجاري سيكون يوم تجمع شعبي حاشد مؤيد للجنرال عون مما سيزيد التعبئة والتصعيد.

ودعا عون وجعجع الى ضرورة ان يدركا ان هناك قوى مسيحية لا يمكن تجاهلها، وأن أعداد النواب او التأييد الشعبي أمر جيد، لكن في الوقت نفسه لا يمكن تجاهل قوى سياسية مسيحية، وعليهما ان يتفاهما على رئيس للجمهورية يرضي معظم الافرقاء إذا لم يكن جميعهم من طوائف أخرى، ويجب التشاور وعدم فرض أي مرشح اذا أردنا المجيء برئيس قوي يعطي الرئاسة رونقها ويجعلها تقوم بمهماتها.

وحذر من الامعان في تعطيل انتخاب رئيس للبلاد وصمّ الاذان أمام دعوات فئة كبيرة من القوى السياسية لتحقيق ذلك، إضافة الى دعوات الرؤساء وزعماء الدول المؤثرة من غربية وعربية، الى انهاء هذا الفراغ لارتداده على بقية المؤسسات، وإلا فهناك مؤامرة تحاك ضد البلاد ابتداء من عرقلة انتخاب رئيس للجمهورية.