IMLebanon

إنجاز «المعلومات» بالتفاصيل

انه انجاز نوعي واستثنائي بكل المقاييس، تمكن فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي، من اكتشاف تفاصيل التفجير المزدوج الذي استهدف منطقة برج البراجنة ملقيا القبض على كامل اعضاء الشبكة المسؤولة عن العملية، في سرعة قياسية، نتيجة عمل علمي دقيق جدًا.

مصادر امنية متابعة للتحقيقات كشفت ان الخيط الاساسي الذي قاد الى اكتشاف التفاصيل، هو الحزام الناسف الذي كان يحمله الانتحاري الثاني والذي لم ينفجر مع مقتله نتيجة العصف الذي سببه انفجار الدراجة النارية، اذ بينت التحليلات تطابقا كاملا بين مكوناته ومكونات احد الاحزمة التي سبق قبل ساعات لفرع المعلومات ان صادره من احد الموقوفين الذي كان يستعد لتفجير نفسه في جبل محسن، ليتبين بعد الكشف الفني والجيني ان الحزامين تم تجميعهما وتجهيزهما من قبل الشخص نفسه، ما دفع بالمحققين الى اعادة استجواب الموقوف أ.ج، الذي اعترف حينها بان عملية اخرى كانت ستحصل في الضاحية تزامنا مع عملية طرابلس، في الوقت الذي اوصلت متابعة داتا الاتصالات لاحد الارقام الهاتفية الذي كان بحوزته، الى رقم آخر أظهر تحليل الاتصالات في منطقة الانفجار ومحيطها تواجده فيها،تزامنا مع تحديد رقمي الهاتفين اللذين استعملهما الانتحاريان، وقد عثر في الهاتفين على صور المكانين المستهدفين للحسينية والفرن اللذين تم فيهما تنفيذ العمليتين الانتحاريتين. بناءً على هذه المعلومة المكتشفة بتقنية محترفة تمكنت الشعبة من رصد كل المكالمات التي اجراها الانتحاريان بالشبكة التي أوصلتهما الى المكان المنويّ استهدافُه،ليبدأ بذلك فك لغز الشبكة، وتحديد اماكن تواجد صاحب الرقم المطلوب، ما ادى الى وضع اليد على شقة في الاشرفية، تمت مداهمتها وتوقيف من فيها، حيث جرى فيها التخطيط للجريمة وإعداد الأحزمة الناسفة، لتكر سبحة التوقيفات السبع، التي اظهرت ان لبنانيّي الشبكة «دورهم ثانوي»وأنّ السوريين فيها هم الرؤوس المدبرة تخطيطاً وتنفيذاً بالإضافة إلى تسهيل البعد اللوجستي للعملية من خلال استئجارهم المنزل المستخدم في مخيم برج البراجنة.

واشارت المصادر الى توصل المحققين إلى خيوط متقدمة جداً، «سمحت بالحصول على كنز من المعلومات»، ما يعكس أهمية الجهود التي بذلتها الأجهزة الأمنية والنتائج التي تّم التوصل إليها بسرعة قياسية، كاشفة عن ملاحقات تجرى في الضاحية الجنوبية ومناطق الشمال وبيروت والبقاع بحثاً عن مشتبه بهم، متابعة بان عمليات تجميع أشرطة كاميرات المراقبة الموجود على مداخل الضاحية الجنوبية، لتحديد المكان الذي عبر منه الانتحاريان إلى الداخل، تتواصل، كاشفة ان هذا الاجراء، الذي قد يأخذ بعض الوقت، سيسمح بمعرفة أمور كثيرة ستساعد الأجهزة الأمنية في عمليات المراقبة في الفترة المقبلة، وفي سد الثغرات الأمنية التي مّكنت الإرهابيين من الدخول إلى الضاحية سيًرا على الأقدام، مطمأنة الى انه تم التعامل مع هذا الامر من خلال نشر عناصر خلال الساعات الماضية عند تلك النقاط للتدقيق بهويات المشاة الذين يستخدمون تلك الممرات.