Site icon IMLebanon

اكتمال عناصر المعركة ضد «داعش» سياسياًَ وعسكرياً

تجزم مصادر نيابية بقاعية، بأن معركة تحرير جرود القاع ورأس بعلبك ستكون سريعة ومفاجئة من حيث الفاعلية، كما المهلة الزمنية التي ستتطلّبها، وذلك انطلاقاً من حسن الإدارة والإعداد الميداني الدقيق، كما تحضير المناخ السياسي الداعم على كل المستويات للمؤسّسة العسكرية. وتقول هذه المصادر، أن ما يتردّد في الساعات الماضية عن دعم عسكري أميركي من خلال العناصر الأميركية أصلاً في بيروت في سياق برامج الدعم الأميركي للجيش، إضافة إلى المعلومات عن تدخّلات روسية لدى «حزب الله» والنظام السوري، لكي يقصف طيران التحالف الدولي تجمّعات «داعش» في الأراضي اللبنانية، كما السورية، حيث مواقع التنظيم الإرهابي، لا يصل إلى حدود التأثير على هذه العملية التي يستعد لها الجيش اللبناني منذ مدة.

فالأيام القليلة المقبلة، كما تضيف المصادر النيابية البقاعية نفسها، ستبلور المنحى العام لمعركة تطهير الجرود من «داعش»، لافتة إلى أن ما سجّل من عمليات قصف مركّزة أول من أمس لمواقع تابعة للإرهابيين في جرود رأس بعلبك، يدل على أن التحضير الميداني قد انطلق، وبالتالي، فإن العدّ العكسي أيضاً بدأ، وذلك في ضوء الحسابات العسكرية التي تضعها القيادة وتحدّد بموجبها موعد الحسم.

ومن هنا، فإنه من المفترض أن يكون الإنتشار العسكري للجيش اللبناني في جرود عرسال، دلالة ميدانية على إمساك الجيش بالنقاط الحدودية مع سوريا، وهو ما يمهّد، بحسب المصادر ذاتها، إلى تنفيذ خطة الهجوم على «داعش» وصولاً إلى تطهير منطقة الجرود بشكل كامل. وفي هذا السياق، كشفت المصادر عن استحالة موافقة «حزب الله» أو الجيش السوري على أن تؤمّن طائرات التحالف الدولي الغطاء الجوي لهذه المعركة، ولو في الجانب السوري من الجرود حيث ينتشر 60% من مواقع «داعش» الإرهابي، فيما 40% منها موجودة في الجانب اللبناني. وأكدت بالتالي، أن من شأن أي تدخلات خارجية سياسية أم عسكرية، أن تؤثّر سلباً على مناخ الحرب المرتقبة، لا سيما وأن حظوظ نجاح الجيش اللبناني في المعركة ضد «داعش» مرتفعة، وقد راكمها الجيش من خلال سلسلة الخطوات والإجراءات المتخذة في الأسابيع الماضية، وكان آخرها ما بدأ تنفيذه بعد انسحاب مسلحي «جبهة النصرة» من جرود عرسال، وتفكيك مخيمات النازحين في وادي حميّد بعد رحيل عائلات هؤلاء المسلحين. وأوضحت أن عملية حصار «داعش» تستكمل من هذه الجرود في الساعات المقبلة، مما سيؤدي إلى أمر واقع يقضي بعزل التنظيم، وقطع أي طرق إمداد برّية له من جهة بلدة عرسال.

لكن هذه المعطيات لا تعني أن التوقيت، كما الفترة الزمنية التي تستغرقها هذه المعركة قد تحدّدا، حيث تعتقد المصادر النيابية البقاعية نفسها، أن الهدف الأساسي كان وما زال لدى قيادة الجيش والحكومة، هو القضاء على أي نوع من الإرهاب على الأراضي اللبنانية، وتنظيف الجرود الشمالية مع سوريا من أي وجود إرهابي مهما بلغ حجمه. وخلصت إلى أن حراكاً سياسياً وأمنياً قد انطلق في اليومين الماضيين، وبعد استكمال تنفيذ الإتفاق ما بين «حزب الله» وجبهة «النصرة»، لإنضاج كافة ظروف العملية العسكرية في جرود رأس بعلبك والقاع، وفي مقدمها الظروف الميدانية المرتبطة بجغرافيا الأرض، وبالوسائل العسكرية المتاحة، كما كلفة هذه المعركة.