التسوية المطروحة عظيمة المنحى، لكنها صعبة ومعقدة.
هي الاقرب الى النجاح.
والأهم لبنانياً وعربياً.
لكنها تمر على جلجلة من الآلام.
سواء عند الحلفاء.
… أو لدى الاصدقاء.
الا ان صاحب الطبخة يتمتع بذكاء حاد، وحرص وقّاد على مصلحة لبنان وحاضره والمستقبل.
والنائب والوزير السابق سليمان فرنجيه، يبرهن في معظم تصريحاته، على نباهة ودراية، وعقلانية.
وهو يريد وطناً معافى.
وبلداً يخرج الى رحاب الانقاذ، ولا يتقهقر الى وهاد الانفجار.
طبعاً، ان معارضي التسوية ليسوا ضعفاء.
وهم من ٨ و١٤ آذار.
وليس سهلاً تجاوز تحفظ العماد ميشال عون على الحل المقترح.
ولا انزعاج حزب الكتائب اللبنانية.
كما ان حزب الله لا يتهاون على رؤية حليفه المسيحي الأكبر، يقطف الهزيمة، وهو الذي وقف معه ليقطف ثمار الانتصار.
كما ان معارضة حزب القوات اللبنانية لها مردود سلبي.
ولذلك، فان كفة التفاؤل في نجاح التسوية، معادلة لتوقعات الفشل عند الفريق الطامح الى الربح لا الى الخسارة.
كثيرون يعتبرون ان النائب سليمان فرنجيه اصبح رئيساً للجمهورية،
ويتوقعون انتخابه قبل عيد الميلاد او بعده ولا يقيمون للخيبة اي احتمال.
وكثيرون يتساءلون عن صاحب المخرج، وإن كان صاحبه حتى الآن هو زعيم تكتل الوسط سعد الحريري.
الا ان اتصال الرئيس الفرنسي هولاند بالمرشح سليمان فرنجيه، اعطى للمعركة الدفء، ومنحها فرصاً متقدمة من الأم الحنون، ولو جاءت هذه المرة اشتراكية لا ديغولية.
ذلك، ان فرنسا لا تقل عن لبنان خوفاً من هجمة الارهاب عليها.
كما ان روسيا عانت من الارهاب ما عانته فرنسا.
والضحايا في باريس، لا يقلون عدداً او نتائج عن الضحايا على متن الطائرة الروسية الخارجة من اجواء شرم الشيخ.
ومثلهم ما حدث في باريس، وفي ملعب رياضي من ابرز الوافدين اليه الرئيس هولاند.
إنها معركة لا هوادة فيها بين قوى الاعتدال وعصابات الارهاب في الأجواء وعلى الأرض.
كان الكاردينال الراعي رابط الجأش، بعد عودته الى بكركي، وبعد اجتماعه الى الوزير فرنجيه، ولقائه مع رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، وأمامه نقطتان للمستقبل.
لا حل يقوم على التغيير في سوريا، على المستوى الرئاسي، من دون تغيير في لبنان على المستوى القيادي.
وسليمان فرنجيه هو المخرج المتاح لمثل هذا التغيير.
ولا حل سياسياً في لبنان، من دون وحدة ٨ آذار وراء رئيس جمهورية مع قوى ١٤ آذار.
وهذا متاح الآن عبر زعيم تيار المردة بموافقة العماد عون ودعمه، واصطفاف سياسي من حزب الكتائب.
انها التسوية الصعبة.
والحل الذي يصعب رفضه أو قبوله في آن.