وفي اليوم السابع نظر الربُّ إلى ما تمَّ، فإذا كل شيء حسن فارتاحت نفسه…
ما دامت التطوّرات الإيجابيّة قد تمكّنت بسرعة نموذجيّة من إزالة كل العقبات من طريق “تشريع الضرورة”، وفتحت السبل والآفاق أمام كل الاحتمالات الجيّدة بالنسبة إلى الأزمات المتراكمة، فليرجع مرجوعنا ولنرجع بمجموعنا إلى الموضوع الرئاسي الأساسي المحبوس خلف سبعين باباً في بلاد الواق واق، وخلف كل باب سبع بوزن سبعين رطلاً وحارس عملاق.
في السياسة لا صداقة دائمة، ولا عداوة أبدية. المصلحة وحدها لا تعرف التبديل أو التغيير. ولبنان الصغير المساحة الكبير الأهميّة يشكّل دائماً في الميزان السياسي ثقلاً إضافياً لمصلحة هذا البلد القريب حيناً، ولتلك الامبراطورية القديمة البعيدة حيناً آخر.
ليس سرّاً أن الوضع اللبناني، برئاسته ومجلسه النيابي وحكومته ومؤسّساته واقتصاده وأعماله ومشاغله، قد تحوّل ورقة في ملف سياسي كبير يدعى الاتفاق النووي الذي يخصُّ إيران في الدرجة الأولى.
حين تمّ توقيع الاتفاق واحتفلت واشنطن وطهران بالمناسبة، سمحت بيروت لنفسها أن تتنفّس الصعداء، وسمح اللبنانيّون لأنفسهم أن يتوقّعوا اقتراب موعد الانفراج الرئاسي والسياسي في الداخل اللبناني ومع الخارج القريب والبعيد.
وبعد عودة الروح إلى ساحة النجمة، ولو لمرَّة واحدة، ازداد تفاؤل اللبنانيّين باحتمال حصول الاعجوبة الرئاسيّة خلال أيام أو أسابيع قليلة. وضاعفت الحركة الإيرانيّة الناشطة في الداخل اللبناني كما في الخارج الأوروبي… وحيث ينتظر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الرئيس حسن روحاني في قصر الإليزيه، في يوم وليلة أو ليلتين، تفاؤل اللبنانيين.
صحيح أن السيد حسن نصرالله قد أطلّ يوم الأربعاء بابتسامة عريضة، وصوت ودّي مرتاح، ونبرة هادئة للغاية مما أوحى للناس أن الحال الأول تحوّل مع كل ما كان يوتّر الناس والبلد وحتى الشوارع التي تغدو كوادي القرن.
فريق رأى أن الأمين العام لـ”حزب الله” سهّل الأمور وأزال بكلمات معدودات كل المعوقات والحواجز من درب الرئاسة، والحياة الطبيعيّة، وعودة الروح والصفاء والأمل إلى النفوس والأمكنة معاً.
وفريق أعلن موافقته على كل ما قاله والذي لا يحتمل أي تأويل. نصرالله دعا القوى السياسيّة إلى تسوية سياسيّة حقيقيّة شاملة تتناول القضايا المختلف عليها من دون انتظار تطوّرات الخارج… وعلى مستوى الوطن.
وعلى أساس أن الحلّ في الاجتماع، ووضع الأمور على الطاولة ومناقشتها. ولم يفته أن يعدّد القضايا المعقّدة.
ومن ذا الذي لا يريد الحلّ لكل الأمور العالقة؟