Site icon IMLebanon

التسوية الشاملة» والاستنتاجات الخاطئة لـ 14 آذار

من الخطأ الكبير تقول مصادر في 8 آذار، ان تلجأ بعض القوى السياسية اللبنانية الى تفسير تكرار الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لمبادرته حول التسوية الشاملة، ان الرجل ينطلق من موقف ضعف او يرى ان تطورات المنطقة تميل بدفتها الى غير مصالحه واوضاعه الداخلية، او يحلو للبعض ان يعتبر ان حزب الله ومعه حركة امل في موقف لا يحسدان عليه من تطورات الواقع السوري ميدانيا او سياسياً او على صعيد الحديث عن مؤتمرات في فيينا او جنيف حول التسوية في سوريا.

هذه المقدمة البسيطة لم تكن لتطرح في معرض التساؤل لو لم يكن بعض السذّج وبحسب المصادر، في المستقبل او فريق 14 اذار، راحوا يمنون النفس، ان السيد متضايق او «محشور» في سوريا والمنطقة وهناك متغيرات ويريد استباق الامور والعودة الى الداخل ليجد حاضنة له ولحزبه وانصاره في الساحة اللبنانية.

واكدت المصادر ان مواقف السيد «ابوهادي» ليست بجديدة، اذ سابقاً كان يقول للجميع لا تنتظروا الملف النووي الايراني لأنه لن يؤثر لا سلباً ولا ايجاباً في القضايا اللبنانية وكذلك الحرب على سوريا، ونتائجها لن تكون مجرياتها مؤثرة، في حال قررت الاطراف اللبنانية الجلوس الى الطاولة لحل القضايا اللبنانية بالتوافق فيما بينها، بل زاد السيد وقيادة حزب الله في لقاءاتهم الخاصة والعامة ان العواصم منشغلة اليوم عن لبنان، ما يشكل فرصة للبنانيين لاختيار رئيس للجمهورية بمحض ارادتهم ان ارادوا.

اليوم وفق المصادر ان التسوية الشاملة في لبنان ممكنة بين اللبنانين ان استطاعت القوى الاخرى ان تخرج من التزماتها الاقليمية، وهو ما يؤكد الآتي:

1- ان حزب الله وحلفاءه في لبنان من مختلف الاطراف والمذاهب يملكون الخيارات السياسية الوطنية للدخول في التسوية الشاملة.

2- ان حزب الله وحلفاءه لا ينتظرون متغيرات سياسية او امنية او عسكرية اقليمية كي يفرضوا حلاً في الداخل اللبناني بقوة المتغير الاقليمي او بأي وسيلة اخرى غير الحوار السبيل الوحيد في لبنان.

3- ان حزب الله وحلفاءه من مختلف الطوائف والمذاهب مقتنعون بأن التسوية الشاملة تحت سقف الطائف، رغم ملاحظات عديدة عليه كسواهم من قوى اخرى في 14 اذار ترى فيه ملاحظات، لكن لا زماناً ولا مكاناً في الحال الراهن للبحث في هذه الثغرات.

4- ان حزب الله وحلفاءه لا يطرحون مؤتمراً تأسيسياً، بل هم يرون التسوية الشاملة بسقف الطائف.

بالطبع في واقع الامور ان حلفاء حزب الله من قوى غير شيعية ينتقدون هذا التواضع السياسي لحزب الله، الذي يستفيض في التواضع الى حدّ « الاعجوبة « السياسية اذا جاز التعبير، وهؤلاء الحلفاء طالما انتقدوا حزب الله والكلام للمصادر نفسها، لاسلوبه السياسي في لبنان، منذ علم الفين الى حرب 2006 ونتائج الانتصار التي لم تصرف في الداخل اللبناني، الى السابع من ايار ونتائج 7 ايار التي لم ترتق الى مستوى الانجاز في ذاك اليوم، الا ان حزب الله كان على الدوام يتصرف على ان خصوصية لبنان تفرض التسويات الوطنية، وان لم تعجب بعض الحلفاء الذين يرون الامور من زاوية محددة فيما للحزب رؤاه من الزوايا المختلفة.

من هنا فأن دعوة السيد نصرالله للتسوية الشاملة تأتي في لحظات قوة حضور حزب الله الاقليمي على حدّ قول المصادر، والذي اقرّ له حتى من يختلفون معه انه فاعل اقليمي على طاولة التسويات، فهل يستطيع الآخرون الخروج من عباءة الوصايات ليدخلوا حوار التسوية الشاملة؟