إطلالة النائب سليمان فرنجيه الرئاسية حملت وضوحا لم يكن موجودا من قبل.فهو أسقط الغموض حول موقف “حزب الله” من ترشّحه للرئاسة الاولى بمبادرة من الرئيس سعد الحريري.فقال انه كان ينسّق مع السيد نصرالله “في كل خطوة” ناقلا عن الاخيرقوله:”… إننا مع هذا الجو ولكن لن نتخلّى عن العماد ميشال عون…”.
لتوسيع دائرة الوضوح لا بد من استعادة ما دار في اللقاء الذي جمع قبل شهور نصرالله وميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي. فبعد إلحاح الاخير وافق الامين العام لـ”حزب الله” على القول أن خيار الحزب التالي بعد عون هو فرنجيه. وبناء على هذه المعادلة التي غابت عن الانظار طويلا عادت الآن الى الواجهة بعد اللقاء الشهير في باريس بين الحريري وفرنجيه لتتحول نتائجه الى كرة ثلج لا زالت تتضخم كلما تدحرجت الى الامام. ويمكن القول بحذر في ضوء نتائج هذه المبادرة أن وفاء “حزب الله” بتعهده أمام بوغدانوف بأن فرنجيه هو التالي بعد عون لم يحن أوانه بعد.
هل هناك شيء على غير ما يرام في العلاقة بين موسكو وطهران في هذه الايام؟ في أحدث إشارة الى واقع هذه العلاقة ما ظهر من تباين حيال النبأ الذي أذاعته وكالة فارس الايرانية ونفته موسكو. فقد أوردت الوكالة أن قائد فيلق القدس التابع لحرس الثورة الاسلامية اللواء قاسم سليماني قام بزيارة للعاصمة الروسية حيث إلتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكبار المسؤولين. ونسبت الوكالة الى “مصادر” في طهران قولها “أن الرئيس بوتين خلال لقائه اللواء سليماني الذي حضره كبار الجنرالات العسكريين، وصف قائد فيلق القدس بـ”صديقي قاسم”. في المقابل، ومع النفي الروسي الرسمي لنبأ الوكالة الايرانية,ذكر مراسل صحيفة الحياة في موسكو أن وسائل الاعلام الروسية تتعامل بحذر شديد مع ملف العلاقة الملتبسة بين موسكو وطهران وأن تحليلات في هذه الصحف تلفت الى “أن تمدد النفوذ الروسي (في سوريا)يسحب البساط من تحت أقدام الايرانيين تدريجا”.
في أحدث إشارة الى هذا النفوذ الروسي ما أعلنه الرئيس الروسي عن تأييد بلاده خطة أميركية لتقديم مشروع قرار في مجلس الامن الدولي بعد الاجتماع الوزاري لـ”المجموعة الدولية لدعم سوريا” في نيويورك امس داعيا نظام الرئيس بشار الاسد الى قبول القرار وفيه حل سياسي”لا يعجبه”. علما ان طهران لا تزال تتعامل مع الاسد على قاعدة “الى الابد”، وأن خياراتها في لبنان يلخصه عنوان أوردته وكالة “تسنيم” الايرانية في 12 كانون الاول الجاري:”سيد المقاومة يستقبل النائب فرنجيه ويكرر بعد اجتماع دام طويلا تمسكه بدعم ترشيح العماد عون”.
في المعلومات من اوساط وثيقة الصلة بترشيح فرنجيه أن جلاء الامور لن يتحقق إلا بعد الانتخابات الايرانية في شباط المقبل ومعها سيتبيّن أي كفة سترجح: كفة الرفيق الروسي فرنجيه أم كفة الاخ الايراني عون؟