تتوجه أنظار قوى في «14 آذار» الى ما ستؤول اليه التطورات على المسرح السوري في المستقبل، خاصة ما اذا كانت سوريا ستبقى على وحدتها ام انها ستقسم أو تخضع لـ «الفدرلة» او ستبقى على حالة الاستنزاف الحالية.
يتابع الآذاريون بدقة مواقف الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، وثمة قراءة نقدية داخلية تحمل في طياتها اعترافا مبطّنا بجميل «حزب الله» عليهم وعلى المنطقة. يقول هؤلاء إنه «ليس مسموحا للرجل ولا هو يسمح لنفسه ان يتنازل عن شيء كرّسه بالدماء، وهو ذاهب في المعركة الى الآخر، لأن البديل هو مذبحة بحق العلويين والشيعة والاسماعيليين والزيديين والمذاهب السنية غير الوهابية والدروز والمسيحيين..».
ويتابع هؤلاء أن «عديم العقل والتفكير من يعتقد ان السيد نصرالله يأخذ المواقف بنت ساعتها، لذلك لن تنجح كل محاولات التهويل من ان هناك حرباً اسرائيلية خاطفة في ايار المقبل، وانه هذه المرة ليس مع الحزب لا عرب ولا لبنانيين وبالتالي يجب انجاز التسوية بسرعة». ويضيفون: لقد رد نصرالله على هذا التهويل بأن وضع كرة النار في قلب مجتمع العدو الاسرائيلي الذي بالكاد يلتقط انفاسه بين مفاجأة استراتيجية يعلنها نصرالله وبين أخرى.
لا يخفي الآذاريون أن «الرئيس سعد الحريري يتمايز ظاهرياً اكثر فأكثر عن السعودية، إن في الحوار الثنائي او بإبداء الاستعداد للقاء نصرالله والأخير ردَّ التحية بمثلها».
ويشيرون الى أن «الحريري يعرف انه اذا ذهب مع السعوديين الى الاخير لا يستطيع ان يعود الى رئاسة الحكومة، كما انه لا يستطيع ان ينجز تسوية تغضب السعودية. لذا، فهو يتحرك هنا وهناك ضمن هامش محدد، والمخيلة عند البعض تذهب الى رئيس ثالث. والسؤال ماذا يستطيع فعله الرئيس الثالث من خارج ثنائي الترشيح ميشال عون وسليمان فرنجية؟».
ما يخشاه الآذاريون بأن يكون «اعلان النيات بين ميشال عون وسمير جعجع قد اتبع باتفاق بين الرجلين تحدث عنه جبران باسيل صراحة عندما قال إنه لا يمكن الحديث عن نسف الطائف انما عن اللامركزية الموسعة»، ويسألون: ماذا يعني ذلك مع الاضافات والاستدراكات على هذا الموقف؟ ويجيب هؤلاء: «هذا يعني انه اذا اعلنت انني لا ادفع ضرائب يتقاضاها غيري في الوطن، وما أحصّله يبقى عندي ويصرف في لامركزيتي الموسعة، فهذه ليست لامركزية ادارية او سياسية انما فدرالية مقنعة، خصوصا في ضوء ما ينقل عن عون من انه لم يعد يعبأ بشيء ذلك ان فقدان الرئاسة يعني خسارة كاملة».
والاكثر خشية عند الاذاريين يتمثل في «تمسك جعجع بعون حتى الاخير، وأمام توحد الشيعة وقيام سعد الحريري بتجميع السنّة وإمساك جنبلاط بالقرار الدرزي بتفاهم مع طلال ارسلان، يجهد المسيحيون لتشكيل تكتلهم».
ويشيرون الى ان رأي جعجع بسيط، ومؤداه انه في اي قانون انتخاب وفي ظل التفاهم مع عون (الذي ينتظر وراثته لاحقا) «فإننا نحصل على 40 الى 42 نائباً نضعهم على الطاولة في مواجهة اي اتفاق بين الشيعة والسنة ونتحول الى فريق ثالث وبالتالي لا يستطيعون فعل شيء، واذا اختلف السنّة والشيعة فإن صوتنا سيكون المرجّح».
يدعو الاذاريون الى «الاعتراف بهذه الحقيقة» ويشيرون الى ان اي كلام آخر هو «غش، اذ لا وجود لبطريركية ولا مستقلين في ظل كاسحة عون وجعجع».