Site icon IMLebanon

هموم الحكم وهموم الناس

هموم الحاكمين لا تقل عن هموم المواطنين.

ولهذا ركّز مجلس الوزراء في جلسته أمس، على خطورة ما يحدّق بلبنان من مخاطر، وبما ينوء تحته من أوزار.

همّ الارهاب يطارده.

وهمّ الجوع يلاحقه.

والكوارث المتربّصة باقتصاده، جاثمة فوق الرؤوس والصدور.

ومع ذلك فإن الارهاب، كان خطرا، وأصبح مذهبا. تحت عنوان الانتحار.

والانتحاريون هم الواجهة للاستشهاديين في زمان ضياع الايمان والدين، في زحمة القلق والضياع.

هل تكون جريمة الكوستا آخر مذاهب الموت على طريقة الانتحاريين.

وهل تبقى البلاد في بلبلة السؤال: لماذا دخل الاستشهادي الى مطعم الكوستا وخرج منه وعاد اليه، قبل أن يقع في قبضة مخابرات الجيش والقوى الأمنية.

لماذا يعود جحيم الخطف الى البلاد من عكار الى الجنوب، مرورا بجريمة جبيل؟

هل يريد الجناة مواجهة مع دولة أم يسعون الى عسكرة النظام قبل أن يستتب الأمن في البلاد.

طبعا، لبنان باق، صامد، ورائد للحريات.

والتكفيريون لا يريدونه قويا، ولا أقوى من رعاة الكفر ودعاة القتل والترويع والتخويف والترهيب.

والذي حدث مساء الأحد الفائت في مربع الكوستا الكائن في شارع الحمراء، كان هدفه الامعان في التقتيل، لكن السلامة الوطنية أظهرت مناعة الحرص الوطني على سلامة الآمنين، الذين لم يحضروا الى المربع، بوحي انساني وارادة حضارية.

ومن فعل ذلك، أراد سيادة الارهاب.

ومن عجز عن إكمال مهمته، أكد انه، بقلقه وخوفه وعجزه عن تفجير نفسه، شهد بنفسه ان قوة الانسان تكمن في ثباته وفي تردده وضعفه أمام نوازع الشرّ وازهاق الأرواح البريئة والمجردة من البراءة.

كان الأديب محمد النقاش يردد دائما، ان الانسان لا يضعف بسهولة، لأن في أعماقه، روحا تدعوه الى الصمود، لكنه ساعة يضعف تهتز فرائصه وتتراجع في أعماقه لذّة المواجهة لأن طه حسين ردّد أكثر من مرة، ان مواجهة الضعف تبدأ بجسارة الاقدام على المبادرة والمواجهة.

إلاّ ان عميد الأدب العربي، جاهر دائما بشجاعة الانسان ضد الموت.

وحرب الانسان على الخوف، هي انتصاره على لحظة التردد، لأن الأخير، ساعة يقوى يصبح قوة لا يُستهان بها. أما اذا حدث العكس، فان الاقدام يصبح مذهبا يقتنع به المواطن، وينشده في معظم الأوقات.

ولا أحد أقوى من ارادة البقاء، لأن الانسان يصبح مرجعا للصمود في وجه الشرّ، وداعية من دعاة الخير والاقدام.