Site icon IMLebanon

حفلة عضّ الأصابع… الى متى؟!

من السابق لأوانه الجزم بأنّ «التسوية الرئاسية»، التي يجري شغل حقيقي عليها، قد وصلت الى طريق مسدود. وفي المقابل من المكابرة عدم الإعتراف بأنّ طريقها صعب، وإن لم يكن مستحيلاً.

السبب بسيط، ليس القرار في اليد اللبنانية.

كان في التقدير (تقدير الذين عملوا ويعملون على هذه التسوية، إن ثمة سانحة يمكن الإستفادة منها لتمرير الإستحقاق الرئاسي بقرار لبناني. وكان في الظن أن تسارع التطورات المهمة في المنطقة قد يحلّ اللبنانيين من القيود الإقليمية والدولية… والإنصاف يقتضي الإعتراف بأنّ أكثر القيود فاعلية هي الإقليمية… إلاّ أنّ هذا الظن كان يبالغ في التفاؤل. فالورقة اللبنانية لا تزال ممسوكة من الإقليم وقد لا يبدو في الأفق ما يؤشر الى إمكانية التخلي عنها في هذه المرحلة بالذات.

وزير بارز، ذو دور مهم في الترويج لدى أصحاب الشأن للتسوية، قال لنا إنه متفائل بالتوصل الى إنتخابات رئاسية بين أواخر الصيف الجاري وأوائل الخريف المقبل. وشرح لنا «الأسباب الموجبة» لتفاؤله (…) وحتى ايام قليلة مضت كان لايزال على تفاؤله غير المطلق، إذ هو معروف بواقعيته، إلاّ أن لديه كثيراً من «الدوافع الإيجابية» التي يمكن الإعتماد عليها «لو حسنت النيات»..

هل تحسن النيات؟

الواقع لا يشجع… ليس فقط على صعيد الإقليم بل بالذات في الداخل حيث تتضارب المصالح والمطامح والمطامع… وهو أمر لا يحتاج الى كبير شرح لأن شرحه منه وفيه.

ولكن الواقع يكشف أيضاً أنّ هناك «حفلة» عضّ أصابع غير مخفيّة. وليس صحيحاً أن القدرة على التحمل لا نهاية لها، فالصراخ لايزال طيّ الحناجر لم يخرج بعد منها ليصل الى الاسماع إلاّ ان كل شيء يفضحه. فالاقوام مأزومون على الصعدان الشخصية والعامة، كما الوطن هو أيضاً مأزوم، فإلى أي مدى يمكنهم ضبط الصرخة في طواياهم؟ هذا هو السؤال.

واللافت ان كلا من الأطراف يعرف نقطة ضعف الآخر، ويعرف خاصرته الرخوة. وليس بينهم من لا نقط ضعف لديه، ومن ليس له خاصرة رخوة. وليس فقط أن الأطراف تعرف حقيقة بعضها البعض، بل أيضاً اللبنانيون، جميعاً، يعرفون نقط الضعف هذه ويشيرون إليها تصريحاً وتلميحاً في صالوناتهم وفي وسائل التواصل الإجتماعي التي من أسف، تحوّل الكثيرون المشاركون فيها الى شتّامين والى أصحاب أسلوب أقل ما يقال فيه إنه معيب الى أبعد حدود العيب حيث لم تعد ثمة روادع أخلاقية… بل إن بعض المشاركين في «الحوارات الحامية» تلك، من الإعلاميين المعروفين، استخدموا كلاماً سوقياً يعف الإنسان ليس عن إستخدامه وحسب بل أيضاً عن سماعه.

في أي حال إننا في مرحلة يصح القول: إن الذين يتفاءلون لديهم أسباب للتفاؤل والذين يتشاءمون لديهم مقوّمات التشاؤم.

ولكن ماذا لو حل العام 2017 المقبل ولبنان من دون رئيس للجمهورية؟ ماذا إقتصادياً؟ وماذا مالياً؟ وماذا ميثاقياً وهو الأخطر؟!