Site icon IMLebanon

شروط الرياض لمسيرة «إعادة الأمل»!

كشف زوّار الرياض أنّ التحوّل من «عاصفة الحزم» الى مسيرة «إعادة الأمل» كان قراراً سعودياً من جانب واحد. فالحلف العربي – الإسلامي الذي خاض الحرب ارتأى أنّ المرحلة الأولى من عملية نصرة الشرعية اليَمَنية أدّت أهدافها ولا بدّ من تسهيل العبور الى المرحلة السياسية، ما يعني أنّ العملية اتخذت أشكالاً جديدة. فما هو مبرّر هذا التوجّه الجديد؟

العمليات العسكرية مستمرة جواً وبحراً ولا يستبعد السعوديون إطلاق العملية البرية يعتقد الزوار أنّ العمليات العسكرية في اليمن انتقلت من المرحلة الهجومية الى مرحلة الدفاع، وأنّ القدرات الجوية للحلف كُلّفت مهمة منع سقوط مزيد من مواقع الشرعية اليمنية خصوصاً عدن وبعض المدن الساحلية الجنوبية في يد الحوثيين، لذلك فقد اتخذت عشرات الطلعات الجوية والقصف البحري في الساعات الماضية صفة وقف التقدم الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح في أيّ منطقة، ولا سيما في المحافظات الجنوبية من تعز الى الضالع وعدن.

ويضيفون: أنّ الإنتقال الى مرحلة «اعادة الأمل» فتح الباب واسعاً على سيل من المقترحات والعروض التي تبلّغتها الرياض مباشرة او بطرق ديبلوماسية، وإن كان بعضها قابلاً للبحث، فقد أهملت أخرى من دون الكشف عن عناصرها الأساسية، وأنّ القيادة السعودية مستعدة للنقاش في كل ما يضمن انتهاء العمليات العسكرية لتنطلق عملية البناء على اساس أنّ اليمن دولة من دول الخليج العربي ولن يكون قاعدة لأيّ طرف غريب.

وقال الزوار إنّ المملكة تبلّغت من الأحزاب اليمنية التي لم تنخرط في الإنقلاب الحوثي ولم تشارك في العمليات العسكرية ضد «الشرعية اليمنية»، أنها مستعدة للحوار وأنّ على الحوثيين وحلفائهم في الطرف الآخر تقديم العروض التي تكفل توفير الظروف التي تضمن الوصول الى مرحلة الحوار بين طرفين.

وعليه، لم يثبت بعد لدى القيادة السعودية أنّ التفاهم السياسي ممكنٌ مع الحوثيين طالما أّنّ الهجمات مستمرة في أكثر من محافظة لوضع اليد على مدن ومقدرات الدولة، وعليهم أن يقدّموا أولاً برنامجاً للإنسحاب من المدن وإعادة ما للجيش إلى الجيش من أسلحة ومواقع من دون التنكّر لحقهم في المشاركة في السلطة، وأنّ على الرئيس علي عبد الله صالح مغادرة اليمن، وهو ما أعرب نيّته القيام به في اتجاه ابو ظبي او مسقط او أيّ عاصمة أخرى، وأنّ على الإيرانيين في النتيجة الإقتناع بأنْ لا موطئ قدم لهم في خاصرتنا الخليجية.

على هذه الخلفيات تستند القيادة السعودية للشروع في العملية السياسية، لكنّها لا تثق بالأطراف الثلاثة المعادية لها، لا الإيرانيين ولا الحوثيين ولا صالح. فالتجارب السابقة لا تشجع، وعليهم إثبات ذلك بالفعل لا بالقول.

وفي انتظار اللحظة الحاسمة، يُكرّر الزوّار تأكيدهم أنّ العمليات العسكرية مستمرة جواً وبحراً من دون استبعاد اللجوء الى العمل البري، ما يؤدّي الى تصحيح المفهوم الخاطئ الذي واكب اعلان وقف «عاصفة الحزم» بعد ساعات على إعطاء الأمر المَلَكي الى الحرس الوطني السعودي للإنضمام الى المعركة بدليل أنّ الإستعدادات تواصلت وانتقلت قوات إضافية من الحرس الوطني الى حيث يجب أن تكون على إستعداد للمباشرة بمهماتها.

لكنّ أخطر ما كشفه الزوار أنّ المرحلة الأولى التي دُمّرت فيها قواعد الصواريخ البالستية والتي هدّدت سلاح الجوّ والمدن انتهت، وأنّ السعودية والحلف ينتظران عروض الآخرين بلا مكابرة وهذا ما تبلّغت به عواصم القرار الكبرى والوسطاء وهم لا يستبعدون الدخول في مرحلة جديدة قد تستمرّ سنة او سنتين للخروج من المأزق.

يقول القادة السعوديون إنّ ايران وحلفاءها اليمنيين لم يصدّقوا او إنهم لم يستوعبوا بعد الى الآن ما حصل. ويمكن الإعتقاد أنّ آخرين من الوسطاء على اللائحة عينها، لكن عليهم استيعاب الواقع الجديد. فمستقبل اليمن لن يكون في يدهم ولا في يد «القاعدة» و«داعش»، فمهمة الحلف لم تكن ضرب الحوثيين فقط بل طاولت مواقع المتطرّفين الذين استفادوا من الفراغ في مناطق محدَّدة، وكان اليمنيون لهم في المرصاد وما حصل على أطراف المكلا لجهة محافظة حضرموت دليل على أنّ القبائل في المنطقة قد وضعت حداً لهم.

على هذه الخلفيات ترسو القراءة السعودية لما حدث في اليمن خلال الأيام القليلة الماضية. وعلى رغم وجود سيناريوهات عدة للطرف الآخر فإنّ الغموض الذي اشارت اليه اطراف عدة ما زال يحجب الكثير من مشاهد المستقبل. والأيام المقبلة ستحمل بوادر امكان ولوج الحلول السياسية او العودة الى لغة العسكر.