IMLebanon

تأكيد حضور القمة  بعد الحراك العوني

استكمل نواب كتلة الرئيس نبيه بري جولة توزيع الدعوات على معازيم طاولة الحوار، وأقله رحبوا وأكدوا الحضور، خصوصاً تكتلات الثامن من آذار وأكثريون من ١٤ آذار وروافدها، أعطوا موافقات مبدئية، ينتظر لتأكيدها، بلورة اتصالات غير مباشرة، بين أطراف الخارج، المسموعي الكلمة في الداخل…

وعملياً، تأكيد الحضور بالنسبة الى المستقبل بين اليوم الجمعة أو غداً السبت، أما بالنسبة الى القوات اللبنانية فهو منتظر عصر السبت وعبر خطاب الدكتور سمير جعجع في احتفال ذكرى شهداء القوات في معراب.

المتابعون يرون ان الحراك الشعبي الذي يحشد له العماد عون يدخل في حسابات موقف المستقبل والقوات وباقي الحلفاء من الحوار، انطلاقاً من قياس المواقف والشعارات التي ستطلق، والتي يفترض ان تكون عبرت في ممرات الحلفاء وحلفاء الحلفاء، ونالت البركة والدعم… وبحسب مضمون هذه الشعارات، وحجم المشاركة في الحشد ونوعية المشاركين يمكن قياس جدوى الحوار الموعود، هل يكون ذي جدوى ويمكن ان يقود الى جوهر دواعي الحوار الذي هو انتخاب رئيس للجمهورية، أو مجرد صورة للذكرى؟…

وبهذا المعيار ثمة من يرى بأن الرئيس بري لن يقرع باباً متعذر الفتح بعد ٢٨ جلسة انتخاب طيّرها غياب النصاب، لكن بالمقابل هناك من قرأ في التظاهرة السيّارة للتيار الوطني الحر التي تعمدت إقفال طريق القصر الجمهوري يوم الأربعاء، على انها أشبه بآرمة تحمل عبارة: طريق خاص – ممنوع المرور!….

هذه الصورة، هي ما جعلت غبطة البطريرك بشارة الراعي، الذي لم يبرأ من صدمة تأجيل القمة الروحية التي دعا اليها شخصياً في بكركي، الى القول أمس: لا يمكن أن يستمر لبنان بلا رئيس وسط ارتهانات الداخل والخارج…

وأي دولة تستمر بلا رأس وبمجلس نواب معطّل وحكومة معلقة التنفيذ، وادارات ومؤسسات تسير برعاية عين الله، وهمّة الزبائنيين؟ فالكهرباء فعل ماض مبني على النسيان، والمياه تصارعها في الغياب، أما النفايات فانها الحاضر الدائم والوحيد، في الساحات وعلى جوانب الطرق وشواطئ البحر ومجاري الأنهار، حتى بات لبنان يستحق بفضل فوائضها العارمة، دخول مجموعة غينيس للأرقام القياسية…

وبالنسبة الى موضوع النفايات، الذي كاد ان يفتقد وجوده ضمن شعارات الحراك الشعبي الذي تحوّل الى اسقاط هذا الوزير أو ذاك، هذه الحكومة أو ذلك النظام، دخل غرفة العناية المركزة مع وزير البيئة الأسبق أكرم شهيب، بعد تنحي الوزير محمد المشنوق عن اللجنة المختصة، بيد أن قلة تنبّهوا الى أن الحراك الذي دعت اليه حملة بدنا نحاسب عصر الأربعاء، اي بعد ليلة القبض على وزارة البيئة… بالكاد ملأت عيون الكاميرات الباحثة عن الجحافل.

وقد يكون الشباب تعبوا من إرهاصات تلك الليلة، اما الجمهور فثمّة ما يسمح بالإعتقاد، بأن في غيابه شيئا من التعبير عن الإستياء حيال المبالغات التي حصلت، وعلى مختلف المستويات الكلامية او الحراكية، والقيمية المتصلة بحرية الغير وحقه باحترام شخصه وكرامته. فما تعرّض له الوزير محمد المشنوق، الصحافي والمربّي، لا تبرره أية ضرورة. لقد استضعفوه فوصفوه، واعتبروه الحلقة الأضعف في السلسلة الوزارية، بينما هو ليس كذلك، بل هو الحلقة الأعقل والأهدأ والأكثر حدباً على الإستقرار العام، الذي هو إكسير وجود وضمانة استمرار حكومة صديق عمره تمام سلام.

انه الحمل بين قطعان ذئاب السياسة والطائفية كما وصفه زميله وزير العمل سجعان القزي، إنما لو أنصف لقال انه البدل عن ضائع. والضائع هم القيمون الحقيقيون على لعبة النفايات في بيروت وجبل لبنان التي شغلت اللبنانيين عن استحقاقاتهم المصيرية منذ مطلع الصيف، وما اختياره ككبش محرقة إلا بسبب مثالية مواصفاته الشخصية والسياسية القادرة على احتواء الصدمات واستيعابها بعد الإلتفاف على مفاعيلها والنتائج.

وعلى أي حال، أعقل الناس أعذرهم للناس…