IMLebanon

مصادرة دمشق قصر الشهيد الحريري رسالة لمن؟

«الجهاد الاكبر» الذي يقوده رئيس مجلس النواب نبيه بري في وجه عهد الرئيس ميشال عون ليس وليد الصدفة في لعبة الاوزان والاحجام لا سيما ان الحكاية ليست «حكاية رمانة انما قلوب مليانة» منذ انتزاع قضاء جزين من ظل عباءة المصيلح مروراً بالطعن بشرعية التمديد للمجلس النيابي من قبل «التيار الوطني الحر» وصولاً الى الرئاسة الاولى الذي يعتبر بري ان السجادة الحمراء التي مرّ عليها عون في باحة «بيت الشعب» تمت حياكتها بعيداً عن انظاره بين وزير الخارجية جبران باسيل ونادر الحريري مستشار الرئيس المكلف سعد الحريري، وعلى الرغم من اعتبار بري لتغييبه عن الطبق الرئاسي طعنة في الظهر، الا انه احتواها بعدم تعطيل جلسة انتخاب الرئيس الاول تمهيداً لمعاقبته وتدفيعه الثمن منذ اللحظة الاولى لولادة العهد وفق الاوساط المتابعة للمجريات، خصوصاً وان بري يرى في قرب باسيل من الجنرال بحكم المصاهرة عقدة العقد فجاء موقفه المعروف محذراً ومذكراً «اننا انتخبنا رئيساً واحداً لا اثنين» لا سيما وان رئيس المجلس لديه مآخذ كثيرة وفق الكواليس السياسية على اداء باسيل في وزارة الخارجية التي شغلها وزراء محسوبون على حركة «أمل».

وتضيف الاوساط نفسها ان الجنرال لم يتوقع ان يتعرض عهده الذي بلغ الشهر الاول من عمره الى نيران صديقة لا سيما ان بري بعد انجاز الاستحقاق الرئاسي اعلن عن انفتاحه عليه وعلى قاعدة «نحن اولاد اليوم»، الا ان الانفتاح المعلن تبين وفق المراقبين انه خطوة مدروسة من قبل «ابو مصطفى» للمعارضة من داخل الحكومة وبنفس الاسلوب الذي اعتمده وزراء التيار البرتقالي في حكومة الرئيس تمام سلام، في وقت يقف فيه «حزب الله» على الحياد كونه غير ملزم بالاتفاقات بين التيار البرتقالي والاطراف الاخرى وان علاقته بحركة «أمل» فوق كل الاعتبارات، اضافة الى ان تشكيل الحكومة تفصيل صغير في اولوياته قياساً على المجريات السورية في حلب بعدما تحول الحزب الى لاعب اقليمي كبير لا يستطيع ان يتخطاه اي طرف في المعادلة الاقليمية.

وتقول الاوساط نفسها ان تشكيل الحكومة المتعثر لا يعود الى خلاف الاطراف حول الحقائب وموقف بري المصرّ على منح «تيار المردة» حقيبة وازنة، بل ينطوي الامر على قطبة مخفية بدت للعيان وفق المراقبين تتعلق بموقف القيادة السورية الرافض لتكليف الحريري رئاسة حكومة العهد الاولى وان لم تعلن دمشق ذلك، وقد عمدت السلطات السورية الى مصادرة قصر الشهيد رفيق الحريري في العاصمة السورية وممتلكاته، وربما هذا الامر وبهذا التوقيت رسالة سورية واضحة المعالم وليست بحاجة لتفسير او اجتهادات.

ولعل اللافت وفق الاوساط ان عضو مجلس الشعب السوري احمد شلاش هاجم على موقعه العهد العوني بعنف محذراً ومتوعداً دون ان يتم سحب كلامه لاحقاً او صدور اي توضيح عن السلطات السورية يتعلق بموقف شلاش، ما دفع المراقبين الى التساؤل حول موقف دمشق من العهد وهي كانت السباقة في ارسال الموفد الرئاسي منصور عزام لتهنئة عون بوصوله الى سدة الرئاسة، فهل من امر ما ازعج القيادة السورية ونقله عزام اليها، ام ان زيارة امير مكة خالد الفيصل موفداً من المملكة السعودية وتوجيهه دعوة للجنرال لزيارتها وترحيبه بالامر على ان تكون الزيارة الاولى التي يفتتح فيها عهده بسلسلة زيارات الى الخارج للقاء رؤساء عواصم القرار بعد تشكيل الحكومة الاولى للعهد، السبب في وضع العصي في عجلة التأليف، فهل يضرب عون على الطاولة كما يقول عارفوه وتصدر مراسيم حكومة بمن حضر؟؟