Site icon IMLebanon

صراع الموارنة بقبضات سنية – شيعية؟!

 

لم تحدد بكركي موعدا للقاء الاقطاب الموارنة، ولا اعلن هؤلاء انهم على استعداد لان يجتمعوا برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي لم يوضح بدوره انه بصدد جمع الكبار في طائفته على امل كسر الحاجز الذي يمنع انتخاب رئيس للجمهورية، فيما تجمع المعطيات على ان العلة مارونية لمجرد ان الطائفة لم تستوعب الى الان مخاطر استمرار الفراغ في سدة الرئاسة الاولى التي تكاد تذهب فرق عملة شيعية لمجرد ان الطائفة مستمرة في مسايرة رئيس تكتل التغيير والاصلاح رئيس التيار الوطني العماد المتقاعد ميشال عون على حساب الرئاسة الاولى، ايمانا بتحالفها مع عون، والمقصود هنا حزب الله، لان كتلة رئيس مجلس النواب رئيس حركة «امل» نبيه بري لم تقاطع ولا مرة جلسات انتخاب الرئيس بعكس موارنة عون وشيعة حزب الله؟!

واذا كان لا بد من كلام على ما هو مرجو لكسر النصاب القاطع، فان الواقع يؤكد تكرارا ان المشكلة مارونية – مارونية حيث يعمل طرفاها العماد عون ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع على ابقاء العقد سائدة الامر الذي حال ويحول دون انتخاب رئيس مع ما يعنيه ذلك من تفتت في جسم المؤسسات (مجلس النواب والحكومة)  اللذين يبديان مرتاحين الى وضعهما الدستوري، مع العلم ان مجلس النواب قد تجاوز دوره لجهة استمراره في التشريع بعكس ما ينص عليه الدستور الذي يقضي بتجميد  عمل المؤسسات والانصراف الى انتخاب رئيس للجمهورية بلا طائل؟!

لقد انقضت امس الجلسة السادسة عشرة لانتخاب رئيس من دون ان يكتمل نصابها، فيما سبق للعماد عون  ان اعلن انه على استعداد لان يحضر شخصيا ونيابيا مع حلفائه في حال انسحب مرشح رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط مرشحه النائب هنري حلو، الامر الذي الغى الكلام الذي قاله عون، من غير ان يصدر عن جنبلاط ما يشير الى استعداده، لان يسحب مرشحه، طالما ان الاخير غير قادر على المنافسة باستثناء قدرته على منع «الجنرال» من ان يلتزم بكلامه، وهذا ما فعله حزب الله مسايرة لعون وعملا بالتحالف القائم بينهما؟!

وفي عودة الى بكركي، فان البطريرك الراعي لا يبدو متحمسا لجمع الاقطاب في طائفته، ربما لخشيته من ان يخذلوه، كما سبق لبعضهم ان فعل، ما يعني بالضرورة ان «الاعمال في النيات» والنية متوفرة لكن العمل بموجبها لم يصل الى حد الاقتناع بان الاقطاب الموارنة على استعداد لان يعملوا بموجب نصيحة بكركي التي تقتصر مساعيها  على التمنيات بحسب ما صدر مرارا وتكرارا عن البطريرك الراعي.

كذلك من الضروري ان يفهم المرشحان عون وجعجع ان دونهما الرئاسة الاولى في ظل التعقيدات المتبادلة بينهما، حيث ثمة قناعة بأن عون لن يصل الى بعبدا طالما بقي جعجع في مواجهته والشيء بالشيء يذكر بالنسبة الى استمرار عون في ترشحه، وعندها  لن يصل «الحكيم» الى الرئاسة.

 المعروف ان جعجع قد  اوحى انه على استعداد للانسحاب من السباق الرئاسي شرط ان يقابله عون بالمثل (…)  ولان المثل لم يحصل بل حصل عكسه، فان جعجع كما يبدو  لن يتراجع عن ترشحه بحسب اجماع قوى 14 اذار التي تبدو منهكة في موقفها من الانتخابات الرئاسية في ظل تعقيدات متبادلة بين عون وجعجع والعكس صحيح ليس لان الاول سبق الثاني في ترشحه، بل لان الثاني لن يتراجع عن ان يكون هو الرئيس وليس اي مرشح سواه!

في كلام الجنرال الاخير انه مستعد لان يجتمع مع جعجع في حال زاره الاخير في مقره في الرابية، فيما لم يعرف رد فعل جعجع الذي يعتقد ان وراء الدعوة محاولة جره الى مواقف مغايرة عما هو عليها، في الوقت الذي يبدو عون مستعدا لان يستمر في ما هو عليه، قياسا على سوابقه السياسية التي يتبناها المقربون منه، منذ وقت بعيد لاسيما ان اللقاء في الرابية يمكن الاستعاضة عنه بلقاء في بكركي، من دون ان يشكل احراجا للاثنين (…)

وكل ما يقال عن مسعى فرنسي مدعوم من الفاتيكان لترطيب اجواء الانتخابات الرئاسية، لا يعول عليه، في ظل تمسك عون بانه الرئيس وهكذا بالنسبة الى جعجع الذي ان حاول ترطيب الاجواء من جهته فلانه يعرف انه يقطع طريق بعبدا على الجنرال فيما يتشدد الاخير في تصلبه على اساس انه الرئيس العتيد وليس بوسع غيره ان يكون رئيسا مهما اختلفت الاعتبارات؟!

وهكذا يبدو ان صراع الموارنة على الانتخابات الرئاسية يتم بقبضات سنية – شيعية، واي كلام غيره يكون من دون مدلول سياسي؟!