IMLebanon

“طابة” المواجهة “محصورة” في سوريا..ولبنان خارج اللعبة

 

هل يمكن ان تسهل الضربة الغربية على سوريا امكانات استئناف العملية السلمية، وما هي الاحتمالات حول ما يمكن ان يستتبع الضربة داخل سوريا وعلى صعيد العلاقة الاميركية بالملف الايراني وكذلك العلاقة الاسرائيلية بهذا الملف؟

 

الحل السياسي عادة يتم بعد امرين، اما بلورة لموازين القوى او المنطق. المنطق لم ينفع وحده في ملفات لبنان وسوريا والعراق وغيرها. الواضح من الضربة الغربية، ان الهدف الاساسي كان ردع استعمال السلاح الكيماوي من خلال ضرب منشآته. ومن خلال الضربة، وضع حدود معينة للسقف الايراني في امتلاكه القدرات العسكرية في سوريا، ومنع ايران من انشاء سلاح نووي هناك. وهذا ما يظهر من خلال ضرب بداية معمل نووي في “التي فور”. اذ اعتبر الغرب، ومن ورائه اسرائيل ان الوجود العسكري الايراني صعد درجة اكثر مما كان عليه. فتم استعمال مسألة السلاح الكيماوي لتوجيه رسالة دولية حول ضرورة الابقاء على الموازين المعروفة سابقاً، ذلك ان الهدف ان لا تكون هناك قوة ايرانية كبيرة في سوريا، وان يكون هناك ضغط روسي على ايران للحد من نفوذها في سوريا.

 

لكن يبدو بحسب المصادر، ان كلاً من روسيا وايران مرتاحاً لتحالفه مع الآخر في سوريا. واي انعكاسات للضربة لا بد انها ستأخذ وقتاً. والسؤال يبقى هل ستتم بعد الضربة حملة جديدة نحو ادلب ودير الزور؟ حتى الآن لا يزال الوسط السوري تابعاً لسلطة النظام بفضل الروس والايرانيين. وفي الجنوب المعارضة مع النفوذ الاردني، وفي الشرق الاميركيون والاكراد، وفي الشمال هناك النفوذ التركي.

 

لا يزال يوجد رأي يقول بالعودة الى التفاوض لان الاميركيين لم يربحوا نتيجة الضربة. ورأي آخر يقول بتوقع انتقام للضربة في ادلب ودير الزور. الآن كل الارتكاز هو على روسيا. وايران التي لا يستطيع احد انكار نفوذها في دول المنطقة، لن تقدم تنازلات من دون ضغوط روسية قوية عليها. وهو الامر غير المحقق في الوقت الحاضر، وعلى روسيا ان تلعب دوراً مطلوباً منها لمنع الاصطدام الاسرائيلي – الايراني على الاراضي السورية.

 

عذر الكيماوي هو للضغط على النفوذ العسكري الايراني، ويبدو ان وجود النظام في الوسط الجغرافي السوري، مقبول دولياً ضمناً مقارنة بالارهاب. فاذا تحقق الضغط الروسي على ايران، كما هو هدف الاتصالات الغربية مع موسكو، فما هي استعدادات طهران للتراجع؟

 

الرسالة الدولية للضربة، هي ان القدرة موجودة على العمل العسكري الجوي، وان الغرب لا يريد ان تعزز القدرات الايرانية عسكرياً بشكل يخرق التوازنات ويشكل خطراً على اسرائيل، وذلك يشكل رسالة واضحة. اذ انه ليس سهلاً ان يتصادم الاميركيون والروس. وليس سهلاً ان تتصادم اسرائيل مباشرةً مع ايران، وانه لا شيء يبرر الحرب، لذلك تم توجيه الرسالة بهذه الطريقة. فإما ان تعتبر روسيا ومعها ايران ان الامر مر، او هناك ضرورة للرد على الاميركيين في ادلب ودير الزور، او ان يجد الاميركيون بعد ذلك بدورهم عذراً لضربة اخرى.

 

الموقف الروسي – الايراني وموقف النظام من ادلب ودير الزور، اول مؤشر سيلي الضربة. فاما ستبقى اوضاعهما هادئة، واما ستتعرضان للهجوم. المؤشر الآخر، هو كيفية التعاطي الاميركي مع الاتفاق النووي الموقع مع ايران. فهل سيتم الانسحاب منه، او اعطاء الاوروبيين فرصة جديدة للتعديل؟

 

بالنسبة الى الانعكاسات على الجنوب اللبناني، فان نائب الامين العام لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، قال ان الحزب في موقع دفاعي. اي ليس هجومياً. وهذا ما يؤشر الى انه بالنسبة اليه، فان دينامية المواجهة موجودة في سوريا، وان لبنان يظل خارج اللعبة.