Site icon IMLebanon

العميد ملاعب لـ “الديار”: لا مصلحة للحزب أو للعدو بفتح جبهة الجنوب وأيّ عدوان على لبنان مغامرة غير محسوبة وغير مدعومة دولياً

 

“الحوثيّون استدرجوا واشنطن الى التورّط عسكرياً في المنطقة  

 

يوحي التطور الدراماتيكي للمواجهات على الجبهة الجنوبية بوصول هذه الجبهة إلى مفترق، قد يكون التصعيد الكامل احتمالاً وارداً فيه، خصوصاً على إيقاع التهديدات الأخيرة، إلا أن المحلل العسكري الاستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب لم يقرأ في التدرج في التصعيد على الجبهة الجنوبية الذي يقوم به العدو الاسرائيلي في الأيام الأخيرة أي مؤشر إلى مواجهة شاملة، معتبراً أن “حزب الله ما زال يحترم واقعه اللبناني، ويحاول التخفيف من عدد شهدائه، ويتعامل وفق الاستراتيجية التي وضعها في الأيام الأولى للحرب في غزة منذ 8 تشرين الأول الماضي، وهي المساندة لغزة”.

 

ويؤكد لـ “الديار” أن “جبهة المساندة، قد افلحت في جرّ “الجيش الإسرائيلي” لبعض قواته إلى جبهة الشمال وكذلك نظام القبة الحديدية، ما أراح تقريباً الصواريخ المنطلقة من غزة، مع العلم أنه على الرغم من صعوبة الوضع الميداني هناك، رأينا آخر صلية من 50 صاروخاً تنطلق من غزة باتجاه النقب، وهذا يدل على أن المقاومة ما زالت صامدة في غزة، وتمتلك القرار وتعرف ماذا تريد، فيما العدو مربك ويقوم بإخراج قوات النخبة وإدخال الإحتياط إلى الجبهة، وبدأ بالحديث عن المرحلة الثالثة، لكنه لم ينه المرحلة الثانية في الجنوب حيث يواجه إرباكاً”.

 

لكن هذه الإجراءات على جبهة غزة قد تركت بعض المخاوف على جبهة لبنان، كما يكشف العميد ملاعب، الذي يلفت إلى “الحذر من أن يستغل العدو هذا الإرباك من أجل إخراج قوة النخبة من غزة والإستعداد لجبهة الشمال، وهذا ما كان أعلنه وزير الدفاع “الإسرائيلي” وهدد به، من خلال القول إنه إذا لم تفلح الديبلوماسية فإن صبرنا بدأ ينفذ على الحدود الشمالية”.

 

أمّا لجهة تطور هذا المسار التصاعدي، فيوضح أنه من “الناحية العملية هناك 3 عوامل  يجب أن تؤخذ بعين الإعتبار وتمنع أي عدوان محتمل على لبنان:

 

– أولا: إرتباك العدو في جبهته في غزة وانشغالاته في الضفة الغربية وإيلات، ما يمنعه من المغامرة وفتح  الجبهة الجنوبية”.

 

– الثاني: يتمثل في تراجع الدعم الدولي “لإسرائيل”، فالولايات المتحدة الأميركية دعمتها عسكرياً  وديبلوماسياً ومالياً وفي الأمم المتحدة وفي الجنائية الدولية، فيما بدأ يسجل تململ  في أوروبا، وهناك أيضاً اعتراض في الإدارة الأميركية، حيث هناك من قدم استقالته، وتستعد فئة كبيرة من الموظفين لتوقيع وثيقة احتجاج على الدعم الأميركي “لإسرائيل” وفق ما كشفه الدكتور إدمون غريب في واشنطن. ف”الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر”، قد قُهر في 7 أوكتوبر الماضي، وأصبحنا نقاوم حرباً أميركية – “إسرائيلية”، وليس فقط “إسرائيلية”، وإذا تراجع الدعم الأميركي بسبب الخلاف بين “إسرائيل” وأميركا الذي بات علنياً وخرج إلى الإعلام الأميركي، هو عامل مهم من عوامل عدم فتح جبهة الشمال.

 

– الثالث: الولايات المتحدة الأميركية “تدعي أنها رسول السلام في المنطقة ،وهي التي تقرر مصير وديون كل بلد في الشرق الأوسط، وتقرر إعفاء البلد الذي تختاره أو تدعم جيشه، وتدعو إلى السلم في المنطقة وتخطط لليوم التالي في غزة أو لشرق أوسط جديد، لكنها وقعت في أوحال المنطقة، وبدأت بحربٍ مقابل اليمن، وهذه الحرب هي مغامرة غير معروفة النتائج، إذ يبدو أن الحوثيين، بدعمٍ إيراني أو من دون دعم إيراني، قد استدرجوا الولايات المتحدة إلى تصرف عسكري كانت بغنىً عنه في المنطقة، وهذا يعيق الإستعدادات “الإسرائيلية” لأي حرب أو عملية في الشمال، لأنها لن تتمكن من الحصول على دعم أميركي بعدما تورطت واشنطن في المنطقة.

 

ووفق العميد ملاعب، فإن “العامل الأهمّ في هذا المجال، والذي يمنع أي قرار “إسرائيلي” بالحرب على لبنان، فهو أن المقاومة حتى اليوم لم تخسر من مخزونها الاستراتيجي، وكل ما قدمته ليس سوى صاروخ بركان وصاروخ كورنيت روسي أو طائرة مسيّرة وليس أكثر، أي أن ما تختزنه المقاومة من سلاح استراتيجي لم يظهر إلى العلن، وهذا ما يخيف “إسرائيل”، ويجعل من فتح الجبهة  مع لبنان  موضوعاً مؤجلاً، ريثما تنجلي هذه الأمور. ولذلك، لا مصلحة للعدو بالحرب طالما أنه مربك في غزة ويفقد الدعم الأوروبي، وفي ظل تململ أميركي و “غطسة” أميركية في وحول المنطقة، وبالتالي لن يتجاوز الموضوع أكثر من التوتر التصاعدي، لأنه ليس من مصلحة “إسرائيل” ولا الحزب في فتح جبهة الجنوب، فالحزب ما زال يحترم خصوصيته اللبنانية، وهناك رأي عام كبير في لبنان لا يريد الحرب”.