وكأنّ العامَ الجامعيّ يأبى أن ينتهي من دون تسجيل «ضربة كفّ» بين الطلّاب، فقبلَ أسبوع على انتهاء الدروس وبَدء الامتحانات، وقعَ إشكال أمس في جامعة القدّيس يوسف – هوفلان، رافقَه تضارُب بالأيدي، وتبادُل شتائم بين طلّاب من قوى 14 آذار وحزب الله.
عيون عناصر قوى الأمن «عشرة على عشرة»، حُرّاس الجامعة في حال تأهّب، التعليمات واضحة وصارمة، «يَلّي ما عِندو شِغل ما يوقَف لا بالشارع ولا عَالبوّابة».
فعلى رغم أنّ الإدارة لم تُعلّق الدروس، وتضافرَت الجهود لامتصاص الإشكال، ومواصلة التدريس كأنّ شيئاً لم يكن، إلّا أنّ الأجواءَ بدَت ضبابية في محيط حرَم الجامعة، والحديث عينُه على ألسِنة الطلّاب: «?t,as vu ce qui s,est passé à la fac».
الخلاف بدأ إلكترونياً
تعدّدَت الروايات وتشعّبَت السيناريوهات، والخَلفية سياسية. في الظاهر كانت الأجواء هادئة صباحاً والانطلاقة طبيعية. ولكن في الباطن نفوسُ بعض الطلّاب محقونة، خصوصاً أنّه نشَب خلاف ليلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وانقسامٌ في الرأي رافقَه تبادُل للتهديد على خلفية الإعلان عن نشاط توزيع الورود الصفراء أمام الجامعة لمناسبة ذكرى التحرير. بدأ التشنّج يَطفو إلى العلن، مع تجَمّع خليّة «حزب الله» أمام الجامعة لتوزيع الورود الصفراء، ليُحاولَ بعدها أحد الطلّاب المحسوبين على الحزب، الدخول إلى الحرَم، بعدما كان طُرد العام المنصرم لافتعاله المشاكل.
«الكتائب»
في هذا الإطار، يَروي رئيس خليّة حزب الكتائب اللبنانية في الجامعة زياد عبد النور، لـ«الجمهورية»: «كلّ ما في الامر أنّ الطالب كريم مصطفى الملقّب «ابو زينب»، مطرود من الجامعة لمشاغبته ورفعِه السلاحَ العام المنصرم، وفوجِئنا اليوم بدخوله إلى الحرم، يستفزّ زملاءَنا ويتلاسَن معهم، ما أدّى إلى الاحتكاك بين الشباب، وتضارُب في الأيدي، وقد تدخّلت إدارة الجامعة للَجمِ الخلاف، بالتزامن مع تطويق القوى الأمنية الجامعة، ومنعِ الطلاب من الخروج ريثما تَهدأ الأجواء». ويضيف زياد: «نحن لا نعتدي على أحد، ولكنّنا ندافع عن أنفسنا فقط».
«القوات»
من جهته، يَعتبر رئيس مصلحة الطلّاب في القوات اللبنانية جيرار سمعاني، «أنّ ما حدث في الجامعة ترجمةٌ للاستفزاز الحاد والنبرة العالية التي بدأت إلكترونياً منذ أيام». ويؤكّد في حديث لـ«الجمهورية»، «إلتزامَ الطلّاب «القواتيين» القانون ورفضَهم لغة السلاح في الجامعة، ولكنّ المؤسف وجود مَن يحاول التعالي على القانون والاستقواء بالسلاح، مستفِزّاً غيرَه. لذا نُناشِد محاسبة أيّ مُخِلّ بالقانون بصَرف النظر عن الجهة التي ينتمي إليها».
«الأحرار»
بدورها استنكرَت منظّمة الطلّاب في حزب الوطنيين الأحرار ما حصَل، مؤكّدةً «أنّ هكذا أفعال داخل الجامعات لم تعُد تُجدي نفعاً في إيصال المبتغى، كعملية عرض العضلات التي يحاول حزب الله اعتمادَها لإظهار نموذج عن فائض قوّة في المناطق كافّة». ولفتَت «إلى أنّ هؤلاء الأفراد يعمدون إلى الاستقواء بأشخاص من خارج الجامعة واللجوء إليهم لدعمِهم في أفعالهم الاستفزازية داخل الصروح الجامعية».
في المقابل…
يتحدّث أحد حرّاس الجامعة لـ«الجمهورية»، وهو الذي رافقَ الطالب كريم إلى داخل الحرم، فيقول: «لأنّه كان ممنوعاً عليه الدخول، طُلِب منّي مرافقتُه، أعتقد أنّه جاء لدفعِ ما عليه، وما إنْ أنهى أمورَه، وفيما نحن عائدون في اتّجاه مدخل الجامعة، وبِلَمحِ البَصر «ركب المشكل، ودار الخَبيط».
والجامعة توضِح
ومساءً أصدرَت الأمانة العامة لجامعة القدّيس يوسف بياناً أكّدت فيه أنّ ما حدَث «إشكال فرديّ بين طلّاب من حرَم العلوم الاجتماعية لجامعة القدّيس يوسف تطوَّر إلى تشنّج في شارع هوفلان، قبالة مدخَل الحرم، وبادرَت إدارة الجامعة إلى حَلّه بالتعاون مع الجهات المعنية. وأوضحَت، في سياق ما ورَد في بعض وسائل الإعلام، أنّ «أحداً من غير المنتسبين إلى الجامعة لم يدخل الحرم للقيام بأعمال استفزازية أو إطلاق كلمات نابية لرموز دينية.
وقد عَقد المجلس التأديبي في الحرم اجتماعاً فورياً للاطّلاع على تفاصيل الإشكال، بغيةَ اتّخاذ القرارات المناسِبة بحقّ جميع المتسبّبين بالحادث».
أيّاً تكن الحقيقة التي ستكشفها كاميرات المراقبة في الأيام المقبلة، إلى متى الاستمرار بـ«الصيف والشتي»، تحت سماء واحدة؟