IMLebanon

ارتباك لبنان

الحراك الشعبي في لبنان أتى على غير موعد، بطريقة أربكت القيادات السياسية كلها.

حاول حزب الله والتيار العوني تصوير التظاهرات في البداية، على أنها تنسجم مع مطالب ومطامع حزب الله وعون والبقية. لكن شباب وفتيات «طلعت ريحتكم» لم يتقولبوا بقالب السيد والجنرال.

مست الاتهامات كل الطبقة السياسية اللبنانية، بل إن حسن نصر الله نفسه كانت صورته موجودة بالميدان مع الطبقة السياسية المدانة، لكن أنصار الحزب سرعان ما ردعوا كل من فكر في معاملة نصر الله كبقية السياسيين والبشر!

هناك من يرى أننا أمام أكثر من جهة في هذا الحراك، ومن ذلك حزب الله نفسه من خلال مجموعة أطلقت على نفسها «بدنا نحاسب». وكان لافتًا إصرار الحزب من خلال أبواقه الإعلامية، على حصر الحراك المشروع في هذه المجموعة. وهناك شباب من العونيين في الحراك، لكن طريقة حركتهم تجاوزت أحلام الجنرال، لذا كان الارتباك الأخير.

نبيه بري، القطب الشيعي السياسي رئيس البرلمان، هب لعقد الحوار الوطني، وحضر قادة السياسة في لبنان. واستمر الحراك.

هناك من يرى أننا تجاه حركة عميقة أبعد مما يتخيله كل ساسة لبنان، وأن «الربيع العربي» وصل متأخرًا للبنان.. نحن، طبقًا لهذا الرأي، تجاه «ثورة» على النظام السياسي اللبناني قاطبة.

هل ينجح؟

من المبكر قول هذا، خصوصًا أن حراك الشباب ما زال تحت السيطرة، رغم محاولات التصعيد، والتحرش بالأمن اللبناني، لكن لم ترق قطرة دم واحدة، ولربما لو وقع قتيل – لا سمح الله – أخذت الأمور منحى خطيرًا يتجاوز الجميع.

المعلوم حتى الآن وجود شباب من اليسار اللبناني من كل الطوائف، وبعض لبنانيي الخارج، لكن في كل الأحوال، ما جرى حتى الآن هو جرس إنذار للنظام السياسي نفسه، وليس للأشخاص.

هذا جزء من الدلالات وليس كل الدلالات.