IMLebanon

مبروك التكليف والتأليف  دولة الرئيس سعد الحريري

من المنبر الذي أُسقِط منه… عادت تسميته. الرئيس سعد الحريري صاحب القلب الكبير تماماً كوالده الشهيد الرئيس رفيق الحريري، الذي أُسقِطت حكومته من منبر الرابية، حين كان مجتمعاً مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، ها هو اليوم تُعاد تسميته من المكان ذاته وبواسطة ثاني أكبر كتلة نيابية، ولهذه الكتلة مغزى خاص لأنها كتلة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

هذه ليست لعبة القَدر، بل هي حقيقة من حقائق السياسة اللبنانية ومفادها أنَّ ليس بإمكان أحدٍ أن يُلغي أحداً:

لا بالإسقاط ولا بالإبعاد ولا حتى بالإغتيال، وعلى سبيل المثال لا الحصر:

أُسقِط الرئيس سعد الحريري فكان كلُّ الآتين مكانه بدلاً عن ضائع.

المهم أنَّ عملية التسمية حدثت قبل أربع وعشرين ساعة على بدء الإستشارات النيابية الملزمة في القصر الجمهوري في بعبدا:

من البديهي ان تسمي كتلة المستقبل الرئيس سعد الحريري، فبادلتها كتلة التغيير والإصلاح بتسميته أيضاً، وهكذا قبل أن تُقلع الإستشارات، إنطلق الرئيس سعد الحريري صباحا بأكثر من خمسين صوتاً.

بالتزامن، دولة الرئيس بري وحزب الله يحددان موقفهما اليوم، كما حدد النائب جنبلاط ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجيه، فهذا يعني أنَّ الجهود ستنصب على أن يكون الجميع تقريباً داخل الحكومة، وهذا يعني استطراداً أنَّه ليس بالضرورة مَن سيكون في الحكومة عليه أن يُسمِّي رئيسها، فيكون الإستنتاج أنَّ الرئيس سعد الحريري سينال أصواتاً أكثر من تلك التي نالها الرئيس ميشال عون في صندوقة مجلس النواب… فبالإضافة إلى أصوات نواب كتلته وأصوات كتلة التغيير والإصلاح، ستكون هناك أصوات كتلة النائب وليد جنبلاط التي تقارب العشرة، وكتلة نواب القوات اللبنانية الثمانية، وإذا ما كان مستبعداً أن يسمِّي حزب الله الرئيس سعد الحريري، وقد حصل عدم التسمية في حكومة الرئيس الحريري الأولى، فهذا يعني أنَّ التسوية تسير في الإتجاه الصحيح فينضم إليها الرئيس بري.

في اليوم الأول من الاستشارات النيابية الملزمة، كانت هناك عدة اشارات ومؤشرات:

رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه غاب عن الاستشارات، لكنه كلّف نائبيه تسمية الرئيس الحريري.

كتلة نواب الكتائب لم تنتخب العماد عون، لكنها سمّت الحريري.

اللافت ان نائبي حزب البعث لم يسميا الحريري.

وهكذا نال الحريري ٨٦ صوتا في اليوم الأول للاستشارات، وفاز بالتكليف ومن ثم بالتأليف، الذي يبدو مسهلا من جميع الفرقاء.

بهذا المعنى فإنَّ الإستنتاج الثاني يؤشِّر إلى أنَّ التشكيلة الحكومية ستكون سياسية بإمتياز، فلا وجود لحكومات تكنوقراط بعد الطائف، بل إنَّ الكباش الحقيقي سيكون حول توزيع الحقائب. كم من الحكومات إنتظرت والسبب كان التمسك بتوزير شخص معين لحقيبة معينة، ألم تنتظر حكومة الرئيس سلام من أجل توزير رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل؟

إنَّ تشكيل الحكومة التي كانت في الماضي ساحة كباش وشد حبال، خصوصاً أنَّ لا آلية محددة للتشكيل ولا مهلة زمنية لإنجاز التشكيل، وبناءً عليه فإنَّ سرعة تكليف وتأليف حكومة الرئيس الحريري قريبة جدا لأن الوضع اللبناني لا يحتمل ترف المماطلة، بعد ان اتخذ الشيخ سعد الحريري المبادرة الوطنية المدوية معتبرا ان مصلحة الوطن والناس قبل اي شيء آخر.

وللبحث صلة بوضع الشخص المناسب في المكان المناسب، بدءا بوزارات الامن والبيئة والطاقة التي تشكل قهر الشعب، الاستقرار الامني، النفايات، الكهرباء ولا ننسى شح المياه.