أكاد لا أصدّق أنّ الوزير جبران باسيل يفتّش عن مشكلة في الوقت الذي كل المؤشرات تدل الى أنه لم يعد في الميدان إلاّ حديدان… يعني بعد تأييد سمير جعجع وترشيحه العماد عون أصبح الجنرال المرشّح الأكثر تأييداً مارونياً ومسيحياً مع الإحترام والتقدير لجميع المرشحين الرئاسيين.
لا نريد الدخول في متاهة الجدال البيزنطي الذي لا يعطي أي نتائج بل هو يسيء الى أصحابه أكثر مما يسيء الى الآخرين.
وفي الوقت، الذي ننتظر منذ أكثر من سنتين ونصف السنة، وفي الوقت الذي تحل اليوم جلسة انتخاب الرئيس الرابعة والاربعين، نريد أن نقول لجبران باسيل: بدلاً من إعلان «حرب داحس والغبراء» على موضوع الميثاقية أليْسَ من الأفضل الطلب من «حزب الله» أن ينزل نوابه الى المجلس النيابي؟
وهنا أستغرب كيف أنّ «حزب الله» يؤيّد الجنرال ميشال عون ولم يحضر نوابه أي جلسة إنتخابية؟!.
ألا يطرح الوزير جبران باسيل هذا السؤال على نفسه إن لم يكن على حليفه؟! هذا أولاً.
ثانياً- لو كان «حزب الله» جدياً في ترشيح الجنرال عون، فلماذا لم يبادر الى الطلب من الوزير سليمان فرنجية أن يسحب ترشيحه انطلاقاً من قول السيّد حسن نصرالله إنّ المرشح الإلزامي للرئاسة هو العماد عون.
فأين كلام السيّد؟
وكيف تكون ترجمته؟
ثالثاً- كما هو معلوم فإنّ «حزب الله» يختبئ وراء رئيس مجلس النواب تارة في إقفال المجلس كي لا يسأل أي نائب: ماذا يفعل «حزب الله» في سوريا؟ وتارة اخرى بحجة ميثاقية، ومرة ثالثة بدعوى أنه في حال فتح المجلس أبوابه فهناك تخوّف من اشتباكات وسجالات حادة بين فريقي 14 و8 اذار.
رابعاً- في الوقت الذي ذهب العماد عون الى دار الفتوى ليسقط القول بأنّ ميشال عون ضد أهل السُنّة، وذهب أيضاً الى عين التينة مهنئاً الرئيس نبيه بري بعدما كان قد أوفد الوزير جبران باسيل للاتفاق على موضوع النفط… ألا يعرف الوزير باسيل أنّ الأب الروحي لطاولة الحوار هو الرئيس بري وأنّ أي انقلاب على هذه الطاولة يعطي الرئيس بري الحجة ليزيد من محبته للجنرال عون؟
خامساً- ألم يتنبّه جبران الى التأييد على المعادلة الثلاثية الشعب والجيش والمقاومة؟ والسؤال: ما علاقة هذه المعادلة باختفاء الإمام المغيّب السيّد موسى الصدر؟ وإذا كانت رسالة فلمَن هي موجّهة؟ أليْست رسالة مزدوجة الى الحكومة التي ستشكل في أوّل العهد، وإلى البيان الوزاري؟
باختصار إنّ كل ما يجري في هذا السياق يخدم «حزب الله» الذي انخرط في الحرب السورية، وبدلاً من أن يكون الهم الوطني منصبّاً على السؤال الآتي: ماذا يفعل الحزب في سوريا؟ إذ بنا غارقون في الميثاقية، ومَن يمثل ومَن لا يمثل… وفي النفايات: مَن يسرق ومَن لا يسرق…؟
فهنيئاً للحزب!
عوني الكعكي