Site icon IMLebanon

مبروك للبنان

بكل تواضع نستطيع أن نقول إننا خضنا معركة منذ ستة أشهر إنطلاقاً من إيماننا بأنّه لا يجوز ألاّ يكون في سدّة الرئاسة رئيس للجمهورية للأسباب الآتية:

أولاً- لا يوجد جسم في المطلق من دون رأس، ولبنان من دون رأس، أي من دون رئيس للجمهورية، تماماً مثل أي جسم من دون رأس.

ثانياً- عندما يكون موقع رئاسة الجمهورية شاغراً تتعطل مؤسسات الدولة بالكامل، وأكبر دليل على ذلك أنّ مجلس النواب تعطل منذ الشغور الرئاسي، بالرغم من محاولات الرئيس بري لاختراع «تشريع الضرورة» أو بسبب الأوضاع المالية والتزامات لبنان الدولية يتم عقد جلسة يتيمة… ورافق ذلك كله سجال طويل عريض وإهدار للوقت.

ثالثاً- تعطل مجلس الوزراء، ولولا الإنجازات الأمنية التي تحققت بالمصادفة بوجود رجل حكيم لم تكن لديه أي تجربة أمنية ولكنه يتمتع بذكاء حاد وقوة إرادة وهو صاحب قرار وحكمة ورؤية… والأهم من ذلك كله يمكن القول إنه سياسي عتيق وهو الوزير الصديق نهاد المشنوق.

رابعاً- أمّا على الصعيد الاقتصادي فلبنان يمر بأسوأ أوضاعه الاقتصادية قاطبة، ويمكن القول إنّ إنجازات رفيق الحريري كلها، ثم إنجاز سعد الحريري (وبلوغ النمو في أيام حكومته الى تسعة في المئة) وجاء بعده الخائن الذي هبط النمو في أيام حكومته الى صفر في المئة… وما زلنا نعيش في ذلك الانهيار.

خامساً- سيشهد التاريخ أنّ الهندسة المالية التي وضعها حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة أنقذت لبنان من انهيار إقتصادي كاد يمكن أن يصل معه الدولار الاميركي الى نحو 6 آلاف ليرة.

سادساً- الأنكى من ذلك كله أنّه بدلاً من الاستفادة من موسم سياحي خيالي بسبب الحروب والأحداث في سوريا والعراق وليبيا وتونس، حدث العكس، إذ أدّى تورّط «حزب الله» في سوريا الى إسقاط تلك الفرص التاريخية… فسقطت المواسم السياحية بدورها بشكل مروّع.

سابعاً- ألا يكفي أنّ 3 آلاف محل تجاري وسط المدينة تم اغلاقها وتحديداً المنطقة قرب البرلمان… ألا يكفي ذلك دليلاً على عمق الأزمة الاقتصادية؟!.

وعليه كان لا بد من عمل إنقاذي، وهنا نستطيع القول بصراحة تامة إنها المرة الثانية التي يأتي بها رئيس للجمهورية صنع في لبنان، وهذا بفضل عاملين، العامل الأوّل: الاتفاق المسيحي – المسيحي عندما قام الدكتور سمير جعجع بدعم ترشيح الجنرال ميشال عون للرئاسة، والعامل الثاني المبادرة الجريئة والتاريخية التي قام بها الرئيس سعد الحريري بالرغم من محاولة المتضررين من هذا الاتفاق وقولهم حيناً إنّه اتفاق إيراني أو اتفاق سوري وأنّ المنتصر هو 8 آذار، ونحن نقول إنّ المنتصر هو لبنان.

من هنا نبارك للبنان واللبنانيين جميعاً انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وبإنهاء الفراغ الرئاسي، على أمل مستقبل زاهر وآمن ومستقر لهذا الوطن.

عوني الكعكي