Site icon IMLebanon

مبروك للبنان فخامة رئيس الجمهورية  اندفاعة الشباب وحكمة الشيوخ

اليوم 31 تشرين الاول 2016 قرابة الظهر، حين يُعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري فوز العماد ميشال عون برئاسة الجمهورية، يكون عهدٌ رئاسي جديد قد بدأ، عنوانه آمال الشباب وحكمة الشيوخ، يقف العماد عون ليُقسِم على الدستور اللبناني الذي كان الرئيس فؤاد شهاب يسميه الكتاب، وهذا الكتاب سيكون على مكتبه الرئاسي وعلى وسادته من اليوم وحتى و31 تشرين الأول 2022.

صحيح انه لن يكون هناك تسليمٌ وتسلّم في قصر بعبدا، فمنذ غادره رئيس الحكومة الإنتقالية في 13 تشرين الاول 1990، تعاقب على هذا القصر ثلاثة رؤساء: اثنان منهم بولايتين ممددتين، وثالث بولاية طبيعية، كما تعاقب على القصر فراغ متقطع: الأول حين غادر العماد عون القصر الى حين وصول الرئيس الراحل الياس الهراوي، والثاني حين غادره الرئيس اميل لحود ولم يصل اليه الرئيس ميشال سليمان إلاّ بعد سبعة أشهر، والفراغ الثالث وهو الأطول، حين غادره الرئيس سليمان في أيار ٢٠١٤ ليدخل اليه العماد عون رئيسًا للجمهورية بعد سنتين وخمسة أشهر من الفراغ.

***

مُعبّرة جدًا هذه الوقائع، فهي إنْ دلّت على شيء فعلى أنّ رئاسة الجمهورية ليست في وضع ثابت وراسخ، وربما على الرئيس الجديد، العماد ميشال عون، أن يضع في سلّم أولوياته، في الورشة الدستورية التي يزمع القيام بها، وضع حد لهذا التلاعب بموقع الرئاسة، كما بغيره من المواقع، فهل يجوز أن يكون هناك فراغ في موقع رئاسة الجمهورية لنصف ولاية تقريبًا؟

صحيح انها بداية العهد، والبداية تكون بالترحيب والتمني بالتوفيق وأن يتمدد هذا الترحيب والتوفيق إلى سدّة رئاسة الحكومة والحكومة، ففي المحصّلة، الحكم فريق عمل:

هناك حكمة الشيوخ التي تتجلّى في التجربة الغنيّة للرئيس المنتخب:

ستة أعوام في قيادة الجيش، بينها سنتان رئيس حكومة انتقالية ووزير وقائد جيش في آن واحد.

خمسة عشر عامًا في المنفى ازدادت فيه شعبيته بدلاً من أن تنحسر.

أحد عشر عامًا رئيسًا لثاني أكبر كتلة نيابية تمثّلت في أربع حكومات.

***

إنها تجربة غنيّة جدًا يحملها معه الرئيس العماد ميشال عون المنتخب مزوّدًا خبرة في الجيش وفي السياسة وفي الوزارة وفي النيابة وفي الإدارة. وانطلاقًا من هذه التجربة يُدرِك الخيط الأبيض من الخيط الأسود سواء في الإدارات أو في الوزارات أو في المؤسسات العسكرية.

ومع هذه التجربة الغنيّة هناك اندفاعة الشباب التي تتمثّل في رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل الذي يُعتَبَر الساعد الأيمن للرئيس المنتخب منذ العام 2005 وحتى اليوم.

***

إنه عهدٌ مليء بالتجارب والخبرات والإندفاعات حتى قبل أن يبدأ: إنها تجربة فريدة وغنيّة يحتاج اليها لبنان: شعبًا ودولةً ومؤسسات.