الكتابة اليوم، قبل أربعٍ وعشرين ساعة على بدء العملية الإنتخابية للإنتخابات البلدية والإختيارية في مرحلتها الرابعة والأخيرة في الشمال وعكار.
الكتابة التالية، بعد غد الإثنين، ستكون بعد أن تكون المعارك قد حطَّت أوزارها وأُعلِنَت النتائج الرسمية.
لكن بعض الإنتخابات تُقرأ نتائجها من عنوانها، بمعنى أنَّ النتائج المسبقة تأتي:
إما لأنَّ المجلس البلدي القائم حقق إنجازات كثيرة فيكافئه الناخبون بإعادة إنتخابه.
وإما أنَّ إدارة المعركة كانت ناجحة فتُحقِّق الغاية منها سواء من خلال التوافق أو من خلال المعارك.
***
في المدن والبلدات، المفاتيح، إذا صحَّ التعبير، قراءة النتائج تبدو سهلة، وتهنئة الفائزين تبدو عملية:
إذا كانت البداية من طرابلس، عاصمة الشمال، فإنَّ التهنئة يجب أن تُقدَّم للرئيس سعد الحريري الذي نجح في تحقيق لائحة التوافق بين سياسيي المدينة، وهذا ما سيُنتِج مجلساً بلدياً على غرار ما تحقَّق في بيروت وصيدا.
في زغرتا، ستكون النتيجة لمصلحة اللائحة التي رعى تشكيلها النائب والوزير السابق سليمان فرنجيه، وهو بذلك يستحق التهنئة لأنَّه نجح في الإئتلاف بين المتخاصمين، وأكثر من ذلك أدخل العنصر النسائي بشكلٍ لافت في المجلس البلدي.
***
في تنورين، لواء الفوز معقود للائحة التي يدعمها وزير الإتصالات النائب بطرس حرب. هذه النتيجة شبه المحسومة لا تأتي من فراغ بل من جملة اعتبارات أبرزها:
إنَّ الوزير والنائب بطرس حرب يعيش هموم منطقته من تنورين حتى البترون منذ نصف قرن، وهذا ليس بالأمر السهل. حتى لكأنَّ هذه المنطقة أصبحت هاجسه اليومي، وما فوز اللائحة التي يدعمها سوى رد الجميل له والوفاء لِما قدَّمه من تضحيات في أيِّ موقعٍ كان:
وزاري أو نيابي.
***
بالإنتقال إلى بلدة رحبة العكارية، التي كان لها الحظ الكبير في أنَّ دولة نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس شملها بعنايته ورعايته، وبصماته تظهر في القصر البلدي والمدرسة ونادي المتقاعدين ونصب الشهداء، هذا بالإضافة إلى الإستمرار في تقديم المنح المدرسية والمساعدات المرضية، تبدو المعركة فيها معركة وفاء، فرئيس بلديتها الحالي سجيع عطية جعل من رحبة أنموذجاً في البلدات الناجحة لجهة البنى التحتية من صرفٍ صحي وغيره.
***
هذه أبرز البلديات التي تستحق التهنئة والتنويه قبل بدء المعركة، للتدليل على أنَّ الإنجازات حين تتقدَّم على الصناديق فإنَّ النتائج تكون معروفة سلفاً.
ويبقى التحدي الأكبر بعد إعلان النتائج رسمياً حيث المسؤوليات ستمتد على مدى ست سنوات، وهذا ليس بالأمر القليل في بلدٍ عنوانه الأول اليوم:
التحديات.