IMLebanon

ألف مبروك للفائزين لكن ماذا عن صحة الناس؟

الثلاثاء 25 آب 2015، لن يكون كما قبله على الإطلاق، ففي هذا التاريخ سيتمُّ فضُّ عروض الشركات المتقدّمة إلى مناقصات النفايات في شكلٍ حاسم ونهائيّ لا تأجيل له ولا عودة عنه، وسيُصار إلى تثبيت ذلك بعد يومين، أي يوم الخميس، في جلسة مجلس الوزراء التي سيكون ملفُّ النفايات الأكثر إلحاحاً فيها، بعدما بات تأجيله مميتاً ويؤدي إلى أمراض.

***

هذا الكلام ليس شعرياً ولا شاعرياً، بل هو نابعٌ من حقيقة صحية بدأت تتسبّب في دقِّ ناقوس الخطر من مراجع موثوقة قدَّمت تقارير طبية موثَّقة:

رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور عاطف مجدلاني وهو طبيب موثوق ونائب جدي، دقَّ ناقوس الخطر معلناً بأنَّ آلاف المكبات العشوائية التي انتشرت في لبنان تتسبب بأخطار صحية فادحة، ومنها حالات إسهال حادة لم تكن معروفة سابقاً في لبنان من حيث النسب المرتفعة حالياً، والتي يعزوها الأطباء المختصون إلى فيروس لكن يجهلون معطياته.

التساؤل الخطير هنا:

إلى متى سيبقى هذا الوضع؟

وحتى لو فُضَّت العروض وفازت الشركات، فمتى سيبدأ العمل؟

وإلى حين بدايتها ماذا يكون قد حلَّ بالبلد، وما هو عدد الذين يكونون قد أصيبوا بفيروس الإسهال المحكي عنه؟

إننا أمام كارثة صحية وبيئية، ووفق ما يحصي وزير الصحة وائل أبو فاعور، هناك انتشار لنحو ألفي مكب عشوائي، وعمليات الحرق العشوائية للنفايات والعلاجات البدائية تضاعف الأخطار.

***

تأسيساً على كلِّ ما تقدَّم، فهل تشكِّل الشركات التي سترسو عليها المناقصات، الإنقاذ الموعود؟

أولى الشركات المرشحة، شركة الإتحاد للهندسة والتجارة CET لصاحبها غبريال شويري بالشراكة مع شركتي West Cost الإماراتية وSoubermecher النمساوية. وتعمل CET في مجال محطات الصرف الصحي، وتأهيل البنى التحتية والجسور اضافة إلى قطاعي الإتصالات والسدود وهي مدعومة من مسؤول كبير، وهذه الشركة مرشحة للفوز بمنطقة الضاحية الجنوبية.

إحفظوا إسم هذه الشركة جيداً واحفظوا إسم رئيس مجلس إدارتها، فهو في خضم قطاع الإتصالات حيث أنَّ أحد الإلتزامات المتعلقة بالألياف الضوئية راسياً على شركته، كذلك أَشغال الجسور والأنفاق ولا سيما في بيروت والطيونة، واليوم في قطاع النفايات.

***

الشركة الثانية المرشحة للفوز هي إئتلاف شركتي Lavagette الإيطالية مع Barco اللبنانية، بالشراكة مع Danico الإيطالية. تعمل لافاجيت في مجال النفايات منذ عشرين عاماً في ايطاليا والخليج وأفريقيا، وهي التي أنشأت مطمر ومكب زحلة، بالإضافة إلى محطة الفرز. ولافاجيت التي يملكها انطوان أزعور هي التي تتولى جمع وفرز وطمر النفايات في طرابلس. أما شركة دانيكو فهي متخصصة بتكنولوجيا معالجة النفايات كالتسبيخ وغيرها من الأساليب في ايطاليا.

***

هنا كعادته المُخطِّط الديناميكي وزير الداخلية نهاد المشنوق يسعى بهدوء لإيجاد المكان لنقل نفايات بيروت الكبرى وكسروان والمتن، طبعاً آخذاً بعين الإعتبار تلويث المياه الجوفية وإلى ما هنالك، غير مبالٍ بمن يفوز بالمناقصات، لأن أساس مشكلة النفايات كان المكان، وستحل الأسبوع المقبل تباعاً، عسى أن تبقى لدينا مناعة كافية لحين الفرج النهائي.