ماذا حقق رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون من زيارته الى رئيس مجلس النواب نبيه بري ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، غير المعايدة بحلول عيد الفطر على رغم كل ما قيل من ان الجنرال خطا خطوة ملحوظة باتجاه انتخابه رئيسا للجمهورية مع العلم انه لم يكن على قطيعة مع الطائفة الشيعية حيث تربطه علاقة وثيقة بحزب الله، من غير ان يكون على طرفي نقيض مع الطائفة السنية للقول بالتالي انه خصم، فضلا عن ان غياب رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري عن لبنان، حرم عون زيارته للمعايدة (…)
وفي الحالين قيل الكثير عن ان الجنرال كسر «التابو» السني حيث لم يقدر على اثبات ذلك، على امل ان يشجع ذلك على دفع ترشيحه للرئاسة باتجاه الامام، من غير ان يكون قد صدر عن «المستقبل» ما يفهم منه انه على تفاهم معه، بقدر ما يصح القول ان الرئيس الحريري لم يصدر عنه ما يفهم منه ان مراجعته من جانب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قد افاد عون في المجال الرئاسي، خصوصا ان الامور تحتاج الى اكثر من مراجعة بواسطة جعجع الذي سعى ويسعى جاهدا لترشيح عون على اساس انه المرشح الفافوري للرئاسة الاولى؟!
قيل الكثير وسيقال الاكثر في مجال اقناع حزب الله بالنزول الى مجلس النواب لافهام من لم يفهم بعد ان دعم جعجع لعون لا يكفي وحده لان يجعل منه رئيسا للجمهورية على رغم رد الفعل عند حزب الله غير المقتنع اساسا بموقف جعجع كون الامور تحتاج الى اكثر من عنوان يفهم منه ان الرئاسة تحتاج الى المرشح عون لان يحصد موقفا شيعيا بمستوى تأييده من جانب تكتل التغيير والاصلاح والتيار الوطني الذي بات يحتاج الى مستويات مختلفة عن سياسة اثبات الوجود، كما سبق وحصل مع المرشح الاخر النائب سليمان فرنجية الذي عرف معنى وجوده المرتقب في بعبدا باستثناء ما قيل على لسان حزب الله؟!
لذا، من الافضل لعون ان يراجع سعد الحريري، في حال كان لا يزال يتطلع الى الرئاسة من غير المنظار الشيعي وحده، طالما ان الامور مرتبطة بحال سياسية وطنية من المستحيل اخذها من جانب سياسي واحد، وكي لا يقال ان مقاطعة حزب الله جلسات الانتخاب، تبقى بلا نتيجة مهما اختلفت الاعتبارات السياسية وغير السياسية في لبنان وفي الخارج، لاسيما ان المسعى الفرنسي سيبقى بدوره من دون نتيجة الا في حال كانت رغبة ايرانية في تسهيل المسعى اللبناني القائل ان الجنرال عون قد يصل الى قصر بعبدا في حال انسحب له النائب فرنجية وفي حال بدل الرئيس سعد الحريري من معطيات المعركة بالاتجاه الذي يسمح لعون بأن يكون رئيسا؟!
هذه التطلعات ليست تعجيزية من وجهة نظر المسعى الفرنسي في حال كانت رغبة ايرانية في تذليل العقدة الشيعية، وفي مجال اخر ثمة من يرى ان عون يمكن ان يصل الى الرئاسة في حال عرف كيف يتعاطى مع تيار المستقبل من غير حاجة الى مفهوم سياسي القصد منه الاتفاق على رئاسة الحكومة عبر سلة سياسية يفهم منها ان حزب الله قادر على ان يعطي صوته للرئيس الحريري على اساس تشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على اتخاذ قرار بسحب حزب الله من الحرب السورية هذا في حال كانت رغبة من الحزب باتخاذ موقف لا يتطبع بطابع اللغة السياسية الايرانية غير المحسومة حتى اشعار آخر؟!
ومن الان الى حين معرفة ما سيحمل معه وزير خارجية فرنسا عندها يمكن القول ان زيارة عون الى الرئيس بري والى مفتي الجمهورية قد حققت ما يصح قوله انه تخطى العقدة السنية اقله بانتظار عودة الرئيس سعد الحريري من الخارج بما في ذلك انتظار موقف من حزب الله يفهم منه ان مجالات التعافي الداخلي ليست مستحيلة، فضلا عن امكان ما تردد عن السلة السياسية التي يتطلع اليها رئيس مجلس النواب على اساس الاتفاق على قانون الانتخاب النيابي تمهيدا لاجراء الانتخابات الرئاسية على اساس ذلك، ومن ثم قبول الحريري برئاسة حكومة غير مشروطة كما سبق القول لعدد من السياسيين البارزين الذين يرون ان في الافق حلا سياسيا ينطلق من التفاهم على من يكون رئيس الجمهورية ومعه رئيس الحكومة!
ان هذه النظرة الى الامور السياسية قد تختلف بين جهة واخرى، طالما ان لكل طرف وجهة نظر مغايرة لكنها تلتقي عند الانتخابات الرئاسية باستثناء كل ما تردد عن انفرج قريب قد تكون المساعي الخارجية وراءه والا فان الامور ستبقى قيد المراوحة التي لن تعطي نتيجة مهما اختلفت المعطيات الداخلية والخارجية، فيما هناك من يجزم بأن الامور ليست في وارد الانفراج بعكس كل ما يتردد من توقعات؟!