في غضون أيام٬ ضربت سلسلة من حالات الهلع أكثر من مكان في العالم٬ بسبب عمليات «تقليد» للعمل الإرهابي.
في العاصمة الأميركية واشنطن٬ عاشت المدينة حالة توتر أمني بالغ٬ بعد قتل شخص شهر مسدسه في مبنى تابع للكونغرس الأميركي٬ صاحب ذلك وضع البيت الأبيض تحت الحالة الأمنية البرتقالية٬ بسبب تسلق شخص أسوار البيت الأبيض.
في نفس الوقت أغلق ميدان «تايمز سكويير»٬ في نيويورك بسبب الاشتباه بظرف مغلق٬ تبين لاحقا أنه ليس إلا كيس قمامة.
في مكان آخر من العالم٬ قام شخص مصري٬ وصفته السلطات القبرصية والمصرية أيضا بالمختل النفسي٬ وصاحب سوابق في النصب والاحتيال في سجلات الشرطة المصرية٬ بخطف طائرة متجهة من الإسكندرية للقاهرة٬ ليحول مسارها إلى لارنكا بقبرص٬ وتبين أن دوافع الراجل٬ كما قيل٬ هو استرداد زوجته القبرصية وأطفالها٬ وقيل إنه طلب أيضا الالتقاء بمسؤولين من الاتحاد الأوروبي.
بعدها أعلنت مصادر أمنية مصرية إن مطار القاهرة٬ أجل إقلاع طائرة تابعة لشركة مصر للطيران لنيويورك٬ بسبب مخاوف أمنية متصلة بالطائرة المخطوفة.
هذا في مصر٬ وفي جهة أخرى من العالم٬ هولندا٬ انتهت الأزمة في مطار «سخيبول» بأمستردام بعد الكشف عن عدم صحة أنباء اختطاف طائرة ركاب قادمة من أسبانيا. بعدما تبين أن الإنذار كان كاذبا.
مثير الرعب في الكونغرس الأميركي تبّين أنه قس معتوه اسمه لاري داوسن٬ صرخ بوقت سابق وسط قاعة الكونغرس٬ بأنه نبي الله٬ وفي هذا المرة أشهر مسدس «لعبة» لكن حارس الأمن تعامل معه بجدية فقتله. كما تبين أن الحزام الناسف للمصري٬ صاحب طائرة قبرص «فشنك».
اختلط الجد بالهزل٬ والضحك بالبكاء٬ والموت بالحياة. ويبدو أن تتابع أخبار وصور وتغطيات ما يقوم به إرهابيو «داعش» في كل مدن العالم٬ جعل الأمر يبدو قابلا للاقتداء به٬ وأيقظ عزم بعض المعاتيه والمخابيل في العالم٬ ممن يحتاجون للرعاية النفسية٬ فقرروا «استعارة» هذا الأسلوب٬ لكن لأغراض خاصة٬ تخطر ولا تخطر على البال.
خطورة مثل هذه الأحداث٬ هي أنها تشل القدرة على الحياة٬ وتعطل مصالح الناس العادية٬ وترش القلق على الأرواح المضطربة.
ثمة٬ للأسف٬ توتر يلف العالم كله٬ بسبب الإرهاب الحقيقي٬ أو المقلد له٬ كما مع قس الكونغرس المعتوه٬ ومغرم الطائرة المصرية القبرصية المخبول.
ربما مع الوقت «يتعايش» العالم والمجتمعات مع حقيقة أن الإرهاب٬ الحقيقي والفشنك٬ صار جزءا من طبيعة الحياة٬ التي هي كلها تعب كما قال حكيم المعرة يوما. والأسباب عديدة٬ ليس هنا موضع الحديث عنها.