IMLebanon

الديموقراطية التوافقية وانتخابات 6 ايار  

باقي من الزمن ٧٢ ساعة وتبدأ الانتخابات النيابية التي كان ينتظرها اللبنانيون في عام ٢٠١٣، وطُيّرت من قبل «البعض» لأن الاوضاع اللبنانية، ومن حول لبنان لم تكن في صالحهم.. للحفاظ على «مصالحهم الذاتية» في الـ»لبنان المصلحة» وليس «لبنان الوطن».. «لبنان الكبير» الذي اعلن في ٣١-٨-١٩٢٠، والذي احتفل به رسمياً في ١-٩-١٩٢٠..

 

الذي لن تنساه «الاجيال اللبنانية» -او هذا ما اتمناه- ترجع اليه في كتابة تاريخها الحاضر المعاصر، لأن من لا تاريخ له، لا مستقبل له.. ولا دولة له، لأن الدولة هي «ارض، وشعب، وسلطة سياسية» شعب جمعه «التاريخ المشترك»، والعادات المشتركة»، والثقافة الواحدة، ويقطن ارضاً معينة في اطار خضوعه للقانون وتنظم حياتهم من قبل «سلطة سياسية واحدة»..

وهذا ما صنعه «رجال الاستقلال» حينما ربحوا الـ»لبنان الكبير» الذي كان فرض نفسه على خارطة «الشرق الاوسط الجديد» في ١٩٢٠ انما تحت «الانتداب الفرنسي» بحسب «التوازنات الدولية» آنذاك «البريطانية – الفرنسية»، آخذاً باتفاقية «سايكس – بيكو» البريطانية الفرنسية المعدّلة.. وإستمر النضال الوطني من اجل قيام «دولة الإستقلال»..

وهذا ما حققه «الآباء المؤسسون» فربح «لبنان الكبير» معركة استقلاله بوحدته الوطنية التي ذابت فيها الفوارق المذهبية، والطائفية، والمناطقية.. تحت «علم واحد» هو «العلم اللبناني» الذي أقرّه نواب الأمة في «بيت المصيطبة» منزل نائب بيروت «صائب سلام» -أبو تمام-.

الذي رفعه «ثوار لبنان» من النواب والوزراء وعامة الشعب في «بشامون» التي احتضنت «حكومة لبنان الموقتة».. وكان لهذه «الثورة» الفضل الاول في إطلاق سراح «بشارة» و«رياض» والوزراء كميل شمعون، وعادل عسيران وسليم تقلا، ونائب طرابلس عبد الحميد كرامي.. من قلعة راشيا في ٢٢-١١-١٩٤٣ الذي اعتبر «عيداً للإستقلال» نحتفل به جيلاً بعد جيل، وكل الرجاء أن لا يتوقف الإحتفال به.. كما توقف الإحتفال بإعلان «دولة لبنان الكبير»..!!

على كل ما أحوج «لبنان» الى «روح إنتصار ١٩٤٣» التي صنعها «الرجال» في زمن عزّ فيه الرجال «الآباء المؤسسون الجدد» -إلاّ قليلاً- ما بعد انتخابات ٦ ايار..

ما أحوج «لبنان» الى روح انتصار «الديموقراطية التوافقية» التي رسمت «علم لبنان الإستقلال» في جلسة نيابية عُقدت في «بيت المصيطبة» (هذا البيت الذي لجؤوا إليه كثيراً عند الملمات من ١٩٤٣-١٩٨٥.. وعادوا إليه عام ٢٠١٤ لإنقاذ «لبنان الواحد لا اللبنانان» فتقدم «تمام صائب سلام» ابن هذا البيت لـ«الانقاذ» ونجح بموروث الفكر السياسي المعتدل لهذا البيت التاريخي، وسلم لبنان واحداً لا لبنانين»، للرئيس «العماد ميشال عون والمنطقة تموج بالمتغيرات غير المسبوقة..!

وحافظ هو و«سعد رفيق الحريري» في «السلطة الاجرائية على «لبنان الوطن» و«دولة المواطنة» حتى الآن، بدعم «الاستاذ -نبيه بري- في السلطة التشريعية»…

ما أحوج لبنان اليوم الى «روح الإستقلال» – او «روح الديموقراطية التوافقية» التي كانت صناعة سياسية لبنانية، عبّرت عن «روح جديدة» في نظم الحكم في «علم السياسة المعاصر»..

ما أحوج «لبنان الذي لا يزال واحداً لا لبنانان» الى هذه الروح ليكسب معها هذا «اللبنان» معركة وجوده في «اقليمه» الذي يُعاد رسم صورته «الجيو – سياسية» على ضوء ما يجري به من احداث لم يعرفها لا في القرن الـ»١٩» ولا في القرن الـ«٢٠» الماضي، والتي رسمت «صورته الحالية» منذ عام ١٩٢٢.. وهو الآن في «عين» هذه العاصفة، كما سيكون بعد ٦ ايار.

ما أحوج «لبنان الواحد لا اللبنانان» الى هذه «الروح الوطنية الجامعة» الآن، ليحافظ فيها ومعها على «علمه الواحد» -علم الاستقلال- و«جيشه الواحد» – جيش الاستقلال- ليبقى -كما هو اليوم- الحامي الاول لـ«الشرعية الدستورية» في اطار «الميثاقية الوطنية»، الابن البار لـ«الديموقراطية التوافقية»، والتي نساها «البعض» مع انها اساس وجود «لبنان الاستقلال» ١٩٤٣..

واتي ستبقى هي «مركز الثقل» في حماية مؤسسات «الدولة اللبنانية» وبقاؤها الوجودي و«المعبّر» عنها هو «القانون الدستوري» الصادر في ٢١-٩-١٩٩٠.. وكما يجب ان يكون الآن بعد انتخابات ٦ ايار..

والتي يمكن ان تلخص بـ«الوطن والمواطنة»، وبـ«لبنان الواحد لا اللبنانان» الذي يُحكم بـ«الديموقراطية التوافقية»، وبمفهوم «الفهم والتفاهم»، وبصيغة «لا غالب ولا مغلوب»..

ليحافظ «الآباء المؤسسون الجدد» -وهم قلة- على «لبنان الكبير» كبيراً سيداً حراً مستقلاً بحدوده المعترف بها دولياً، «لبنان – الرسالة الحضارية» المتعدّد في الاديان، والمتحد في المواطنة»..

يحيى أحمد الكعكي