رحل الفرنسيون عن لبنان.
والوزير ايرولت عاد الى باريس، وليس معه اتفاق، أو شبه اتفاق يقدمه الى الرئيس هولاند عن مصير الاستحقاق الرئاسي.
فرنسا أكدت اهتمامها بلبنان.
لكن لبنان خارج الموضوع.
٤٢ جلسة برلمانية، والبرلمان يلتئم ولا انتخابات رئاسية.
والوزراء والنواب يدعون الى النزول الى ساحة النجمة والساحة خاوية.
لا نصاب فيها يكتمل فصولاً.
ولا أحد يقول الحقيقة!
كلهم يسعون الى النصاب، والنواب، نصابهم في مكان آخر.
هل الأزمة هي أزمة نصاب.
أم أنّ في البرلمان نصاب آخر.
والطريف في الأمر، ان الجيع مضحكون على بعضهم بعضا.
وزير المالية يحذّر من ضياع لبنان، وهو يبحث عن موازنة لم تكتمل فصولاً منذ سنوات.
ووزير الاتصالات يطرح أزمة غياب النواب، ولا يصل الى نتيجة.
… ولا يكتمل بين يديه حلّ!!
وحزب الله لا يَحيد عن موقفه ولا عن تأييد مرشحه الثابت.
والرئيس العماد ميشال عون باق على مواقفه وعلى ترشيحه.
وتيار المستقبل باق أيضاً، على ترشيحه للنائب سليمان فرنجيه.
وفريق منه مستاء من هذا الترشيح، وفريق آخر معه غارق في بحيرة المراوحة.
وبين الضد والموافقة تبقى البلاد من دون رئيس، منذ عامين وثلاثة أشهر.
والكارثة جاثمة على الرؤوس والصدور.
ذلك، ان البلد في بلبلة غامضة.
الفساد يسود ولا يزول.
الفضائح مستشرية في كل مشروع وقضية.
والقضاء له في كل مشكلة قرص، ووحدهم القضاة في بيداء الفساد، ضائعون.
سؤال واحد لا يطرحه السادة النواب بعد الجلسات الطوال:
لماذا، لا ينزل مؤيدو العماد عون، ومناصرو النائب فرنجيه الى البرلمان، ويختار كل منهم المرشح الذي يؤيده؟
صحيح، ان المرشحين من ٨ آذار، والصحيح أيضاً ان الفريقين، كأنهم من ١٤ آذار.
إذن ثمة قصّة لا يتفقون عليها. وبالعربي الفصيح فان الغائب هو الخلاف.
معظمهم ينتظرون اتفاق الخارج على واحد من الداخل.
والاتفاق هو الغائب، ولا أحد يسأل عن سبب غيابه.
ذهب الوزير ايرولت، بحثاً عن اتفاق سعودي – ايراني.
والفرنسيون والسعوديون والايرانيون، يتمنّون توافق الداخل، ليتبنّاه الخارج.
ومن في الداخل قد يستمرّون سنوات ولا يتوصلون الى صفقة يتّفقون عليها.
ومع ذلك لا ٨ آذار متفقون في العمق على صفقة يبايعها الخارج.
ولا ١٤ آذار يتوافقون على صفقة يبرمونها مع ٨ آذار.
كلهم على مواقفهم: ٨ آذار مع الجنرال. و١٤ آذار ضدّه، وبين الفريقين من يغني على ليلاه، وليلى مريضة بانتظار العلاج!!