يزور الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لبنان ساعات معدودة في 15 من الجاري، للمرة الثانية بعد زيارته الأولى في 4/11/2012 وسط تدابير أمنية غير مسبوقة نظرا الى تهديدات تنظيم “داعش” الإرهابي بعد هجمات باريس وبروكسيل. وتنظّم برنامج الزيارة الرسمي الدوائر المختصة في السرايا.
وأفاد مصدر ديبلوماسي”النهار” بأن سيد الإليزيه أراد أن تكون بيروت محطته الأولى في جولة عربية تقوده إلى مصر فالأردن، تماما على غرار جولته السابقة التي بدأت ببيروت قبل أربع سنوات ومنها الى السعودية ودول أخرى. وأكد أن فوارق عدة بين الزيارتين، مشيراً إلى فراغ موقع رئيس الجمهورية هذه المرة ، والجبهة المفتوحة مع الإرهاب في جرود عرسال والشلل في المؤسسات الرسمية والفساد المستشري على كل الأصعدة.
وهولاند هو الزائر الوحيد من رؤساء الدول الكبرى الذي يأتي الى بيروت منذ شغور مركز رئاسة الجمهورية منذ اكثر من سنتين، ويقول المصدر الديبلوماسي ان الرئيس الفرنسي لن يكتم أسفه لعدم تمكنه من زيارة قصر الرئاسة في بعبدا، والاستعاضة عن ذلك بالتعرف الى مكان رسمي آخر حيث سيبّلغ بأنه لن يوقف مساعيه، وإن افشلتها سابقاً القوى الإقليمية وقبلها اللبنانية من أجل انتخاب رئيس للبلاد، وسوف يشدد على ضرورة ملء الفراغ في أسرع وقت ممكن .
ولم يشأ المصدر تأكيد ما إذا كان هولاند يحمل مشروعاً متكاملاً لانتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت أو أفكاراً وسطية محددة، علماً أنه سبق أن اتصل هاتفيا بالمرشح الرئاسي سليمان فرنجية في أعقاب إعلان ترشحه، مما أغاظ المرشح العماد ميشال عون وأركان تياره. ويتكتم مَن يتولون التحضيرات للزيارة عما اذا كان سيلتقي المرشحين الرئاسة ام لا . واضاف ان الرئيس الفرنسي سيلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمّام سلام والبطريرك الماروني بشارة الراعي وقادة سياسيين من بينهم الرئيس سعد الحريري ورئيس” اللقاء الديموقراطي” النائب وليد حنبلاط ورئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، وسيركّز على أهمية التوافق على مرشح للرئاسة تتوحد حوله الفاعليات السياسية لتحصين البلاد من محاولة إحداث اي إضطراب أمني أو من أي نوع آخر، سواء أكان بتخطيط عربي أم إقليمي أم دولي، في حين أن المواجهات العسكرية تلهب سوريا على اكثر من جبهة منذ آذار 2011 ، وقد فرزت للبنان جبهة عسكرية من الإرهابيين داخل ارضه في جرود عرسال يحاولون في شكل شبه يومي الاعتداء على الجيش في مواقعه الفاصلة بين الجرود والبلدة، ويتصدى لهم الجيش مانعا اي تقدم لهم أو الاستيلاء على اي موقع له. وسوف يلقى الجيش اللبناني تقديراً علنياً من هولاند بحسب تقارير أمنية يتلقاها من سفارة بلاده في بيروت. كما سيثني على أداء الاجهزة الامنية ولا سيما المتخصة بمكافحة الارهاب لتمكنها من تفكيك خلايا كانت سترتكب جرائم ضد الأبرياء في تجمعات سكنية، إضافة الى نجاحها في القبض على مرتكبي جرائم وتحرير مخطوفين بسرعة ملفتة .
وتابع المصدر أن هولاند سيجدّد التاكيد على تعزيز تسليح الجيش ويبدي أسفه لوقف تسليم الهبة السعودية من الأسلحة الفرنسية إلى الجيش وقوى الامن الداخلي بسبب ممارسات “حزب الله”، وسيؤكد أن مساعي تجرى لتأمين ما يحتاج إليه الجيش لمواجهة قوى الإرهاب في جرود عرسال .
واشار الى ان الرئيس الفرنسي سيتطرق إلى أزمة اللاجئين السوريين في لبنان ويطلع خصوصاً على كثافة عددهم، وضرورة توفير المساعدات المالية وسواها لتحمّل هذا العبء الذي لا يعرف أحد سبل التوصل إلى حل له، مما يجعل الآمال معلقة على حل له سياسي متكامل في مفاوضات جنيف التي باتت على المحكّ.