IMLebanon

جائزة ترضية لإيران، أمّا لبنان…

إذا كانت إيران قد نالت، على الأقل، جائزة ترضية حرزانة جرّاء عدم توصُّل المؤتمرين في فيينا إلى اتفاق على النووي، فإن لبنان لا يزال يحمل سراج ديوجين مفتِّشاً عمّن يحلّ له ألغاز “الفراغ الرئاسي” الذي يطوي الشهر تلو الآخر من غير أن يرفّ جفنٌ في طهران، أو يَرقّ قلب في بيروت.

فالاستحقاق الرئاسي مخطوف بدوره، وأمْر الخطف والإفراج مرجعه دولة النووي التي تحصد جوائز الترضية على أوسع نطاق. ولا يُستبعَد أن تكون في انتظار جائزة “ما” كشرط، أو كثمن لإطلاق سراح هذا الاستحقاق.

من هنا تبدأ حكاية “الفراغ الرئاسي”، ومن هنا يصدر الأمر الشاهاني بنهايتها.

لكنّ هذه الإشارة المعروفة لدى البيت الأبيض بكل تفاصيلها قبل المسؤولين في لبنان حتماً، وقبل الأم الحنون واتحاد الدول الأوروبيّة، لا تختم الملفّ الرئاسي، ولا تُعتَبَر خاتمة الأحزان.

فنظراً إلى ركاكة الوضع اللبناني بصورة عامة، والتمزُّق والتفرُّق اللذين أصابا التركيبة الميثاقيّة، نجد الوطن الصغير وقد تعثّر فجأة في مسعى كان يتوقّع البعض أن يساهم في إزالة العثَرات التي تُعرقل درب الاستحقاق الممنوع من الصرف. الممنوع من الإنجاز. الممنوع على المسؤولين اللبنانيّين المعنيّين “التصرّف” إزاءه قبل تلقّي الموافقة.

منذ سنوات والنووي الإيراني يحتلّ مرتبة شاغل العالم العربي والعالم الغربي، وبصورة خاصة أميركا التي توهّمت يوماً، وتوهّمنا معها، أنها احتلت موقع إمبراطورية العالم الجديد، أو روما العصر. حتى أصبح النووي الإيراني العُقدة الرئيسيّة في سياسة المجتمع الدولي، وبالنسبة إلى الشرعيّة الدوليّة.

ولأسباب معروفة لا تحتاج إلى شرح يطول، وجد لبنان نفسه منطوياً في شكل من الأشكال تحت جناح إيران في عداد “الأوراق” التي تمكّنها من المناورة والمراهنة في ملاعب عدّة.

من هنا قول القائلين إن “الفراغ الرئاسي” قد يكون تلقّى دفعاً إيجابياً بـ”شَوْفة الخاطر” التي نالتها طهران، قد تعجّل بعض الشيء، وبعض الخطوات في رحلة العودة إلى قصر بعبدا… على رغم تحفّظ بعض مَنْ كواهم الحليب بالنسبة إلى أي تفاؤل في هذا المجال.

إنما، لا يمكن الخوض عميقاً وبعيداً في هذا البحر الذي لا يختلف عن بحر الظُلمات، قبل خطاب الخميس المنتظر أن يطلّ به الرئيس سعد الحريري على “الفراغ الرئاسي”، كما الحوار مع “حزب الله”، فضلاً عن جدول الأعمال.

مع حفظ هامش حرزان للتفاؤل الذي يتمسّك به الرئيس نبيه برّي، واستناداً إليه يبشّر يوميّاً بالإيجابيّات والمؤشّرات المشجّعة في اتجاه موضوع المواضيع الذي يحمل عنوان “الفراغ الرئاسي”.

ماذا تقول لنا هذه الجولة الدوليّة، الإقليميّة، العربيّة، اللبنانيّة؟

هذا ما نحن على موعد مع الجواب عنه خلال الأيام المقبلة.