Site icon IMLebanon

هل سيحضر الملف الرئاسي خلال زيارة الرجل الثاني في الفاتيكان بيروت غداً؟ المطران صيّاح لـ” الديار”: ثوابت الكرسي الرسولي حيال لبنان لم ولن تتغيّر 

 

 

 

تتجه أنظار اللبنانيين الى كل زائر غربي او عربي الى بيروت،علّه يساهم في فك المعضلات وما أكثرها، ويأتي في طليعتها الملف الرئاسي، الذي يشغل الخارج والداخل وخصوصاً البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي يطلق العنان للمخاوف والهواجس في عظته كل أحد وفي كل مواقفه، لأنه خائف على مصير لبنان بشكل عام، وعلى المسيحيين بشكل خاص، الذين يهاجرون بأعداد هائلة منذ أن تفاقمت الأزمة في العام 2019، كما يبدي مخاوفه على المركز المسيحي الأول في الدولة، لأنّ المجهول يطوقه وقد لا نعرف مصيره في حال طال الفراغ الرئاسي لسنوات، لذا يكرّر يومياً ضرورة إنتخاب رئيس وسطي، قادر على جمع الأفرقاء السياسيين، للقيام بما فيه مصلحة لبنان عموماً.

 

في السياق تبرز صرخات الراعي المستمرة والتي  تدق ناقوس الخطر، وتبدي قلقها من خبايا مرتقبة، في ظل التأزم الذي يحيط بلبنان، كما أنّ حاضرة الفاتيكان لديها المخاوف عينها، وانطلاقاً من هنا تتواصل الوساطات مع باريس وواشنطن لحل الأزمة الرئاسية، قبل استمرارها في الفراغ لفترات طويلة، لأنّ وضع لبنان لا يحتمل لذا فالاتصالات قائمة، كما انّ الكرسي الرسولي على علم بكل الرسائل والتقارير عن أوضاع لبنان المأساوية، وهي تصل تباعاً لوضع قداسة البابا فرنسيس في صورة الواقع السوداوي، والانهيارات على جميع الأصعدة، خصوصاً موضوع هجرة الشباب الباحثين عن مستقبلهم خارج الوطن.

 

إنطلاقاً من هنا يبرز إهتمام قداسة البابا بقضية لبنان التي يتابعها بإستمرار، ويدعو دائماً المسؤولين اللبنانيين الى التوافق وتوحيد كلمتهم من اجل مصلحة بلدهم، كي لا  يكونوا بعيدين عن التسويات التي ستجري في المنطقة.

 

هذا الاهتمام سنشهده خلال زيارة أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين غداً الاحد  الى بيروت، والتي تستمر حتى الخميس المقبل، وتأتي تلبية لدعوة من” فرسان مالطا”، لكن اللقاءات البروتوكولية السياسية مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ستتناول الملف الرئاسي والتصعيد جنوباً والوضع اللبناني بشكل عام.

 

الى ذلك تبدو الانظار شاخصة بزيارة الرجل الثاني في الفاتيكان بعد البابا فرنسيس، خصوصاً بعد لقاء جمعه قبل ايام بالموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف  لودريان في روما، لذا  لن تخلو الزيارة من الطابع السياسي، خصوصاً انّ الملفات اللبنانية العالقة عديدة.

 

في هذا الاطار يشير النائب البطريركي العام السابق المطران بولس صيّاح خلال حديث لـ” الديار” الى انّ زيارة الموفد البابوي لم تأت من قبل الصرح البطريركي او من أركان الدولة، بل جاءت للاحتفال بقداس على نيّة شفيع ” فرسان مالطا”، على ان يزور مركزها في شبروح – فاريا لإفتتاح مشروع زراعي، كما سيحضر نشاطاً اجتماعياً في منطقة عين الرمانة، ويلتقي البطريرك بشارة الراعي، ومن ثم رؤساء الطوائف  على مأدية غداء الثلاثاء المقبل في الصرح البطريركي. وسيستقبل شخصيات ووفوداً تحمل رسائل الى البابا فرنسيس. وسوف يطلق من جديد ثوابت الفاتيكان حيال لبنان التي لم تتغير، مع دعمها للكنيسة والموافقة على خياراتها.

 

ورداً على سؤال حول الوساطات التي تقوم بها حاضرة الفاتيكان مع الاميركيين والفرنسيين لحل معضلة الرئاسة، قال المطران صيّاح:” الفاتيكان يعمل بصمت من أجل لبنان ومن دون ان يعلن ذلك، كما  يجهد لإيجاد الحلول وإنهاء مشاكله، لذا نعوّل على زيارة الكاردينال بارولين”.

 

وحول تكرار وساطة البطريرك الراعي مع رؤساء الاحزاب المسيحية بهدف التقارب والتوافق على إسم الرئيس، اشار الى انّ وساطة سيدنا الراعي دائماً موجودة من اجل التقارب، لكن ليس هنالك من موعد قريب للقائهم لبحث هذا الموضوع، مع الامل ان يحصل ذلك بأقرب وقت ممكن.