الجلسة التاسعة للحوار بين المستقبل والحزب قد تتطلب تسع جلسات أخرى، لترميم الفجوات بين الفريقين.
واللقاء بين القوات والتيار الوطني، يفترض لقاءات لانضاج الظروف المطلوبة للجمع بين الجنرال والحكيم.
أما اللقاء التشاوري فقد ضيع الناس. ساعة بدهم مجرد اجتماع، وأحياناً يحلو لهم التمهيد لانشاء تكتل، هو بالكاد يكون نصف كتلة!
وبدلاً من أن يصعد الحكيم الى الرابية أو العكس بالعكس، فقد زار جنرال الرئاسة أمس، كليمنصو والتقى صديقه اللدود الهابط من المختارة الى بيروت.
وجماعة اللقاء التشاوري بعضهم باقٍ في ١٤ آذار، وبعضهم الآخر منبوذ من ٨ آذار، وثالثهم بين بين.
وكلهم أو معظمهم تلاحقهم الاتهامات في الفساد.
ومن يحاول التنصل منها، تجتاحه حكايات التوزير وشظايا التعيينات، وأخبار الكوتا الادارية.
وأشهر ما يرافق هذه الاجتماعات، أحاديثهم عن معركة رئاسة الجمهورية.
بعضهم ذاق مرارة الرئاسة،
وبعضهم الآخر جرّب التمديد، ولم يحصل عليه.
وثالثهم طرحوا عليه التمديد، وهو يريد التجديد.
ورابعهم طارت من أمامه فرصة الترشيح للرئاسة الأولى.
وخامسهم وسادسهم واقعون في حسابات الحصة التوزيرية الأخيرة.
وهذه الأمور كانت ضايعة في خضم اللعبة الأميركية، حول الاتفاق الأميركي – الايراني. والتذاكي حول تفسير الوزير كيري والحرص على التشاور مع الرئيس السوري بشار الاسد، والنكران السريع عند الاميركان، لتصريحات وزير خارجيتهم.
هذا، من دون نسيان الاخبار الاميركية، عن نقل السفير دايفيد هيل من لبنان الى باكستان.
صحيح، انه باق في بيروت حتى ايلول، لكن ما في حكومة في لبنان قبل هذا التاريخ، وهذا ما جعل الموعودين بحقيبة وزارية، عادية أو مدهنة يبكون أحلامهم.. المنهارة.
وإن كان السفير هيل لم يعد أحداً، ولو كان الموعودون مبحبحين خصوصاً بعد التمديدين للمجلس النيابي.
شيء واحد يفوت أو يغرب عن بال أركان اللقاء التشاوري.
وهو ان فرص التوزير والتنفيع قد فاتت، وان المسألة لم تعد مسألة عدم عقد جلسة نيابية، لانتخاب رئيس جمهورية.
شو قصتهم هؤلاء الاقطاب، وهم أدرى من سواهم ان المسألة لم تعد مسألة تجميع أصوات وانتخاب.
بل مسألة اختيار رئيس يقود لبنان الى جمهورية الاعتدال لا رئيس يفوز بأصوات مشبوهة، وتنتهي ولايته من دون أن يشعر بطعم الرئاسة.
كان الرئيس سليمان فرنجيه يردد دائماً بأن الرئيس الأول في البلاد، هو أول الممسكين بتلابيب المسؤولية.
وان الذين يريدون رئيساً يرئس ولا يحكم، هم اعداء الجمهورية.
ويشدد على ان التشاور حول مصير الرئاسة ينبغي ان يبدأ من هنا، والباقي هو مجرد تفاصيل!!