يبدو أنّ فخامة الرئيس يعيش بعيداً عن الواقع لسبب بسيط جداً وهو أنه بعد ٥٠ يوماً من التظاهرات التي وصل عدد المشاركين فيها الى ثلاثة ملايين مواطن في لبنان كله ومناطقه كافة: من طرابلس الى صور ومن بيروت الى بعلبك مروراً بالجبل مدناً وبلدات: جلّ الديب، جونيه، عاليه، الناعمة… وأيضاً عكار الخ…
كان يمكن لو دعا الى الإستشارات في الأيام الأولى لاستقالة الرئيس الحريري، أي منذ نحو ٤٥ يوماً كان يمكن تفهم الأمر، أما أن ينتظر هذا الوقت الطويل ليدعو الى الاستشارات ويحددها بعد خمسة أيام من يوم الدعوة، فهذا ليس له علاقة بالواقع، أما الاستشارات الآتية فلم تجد الوقع المطلوب في الشارع الذي قال كلمته وليست له ثقة في السياسيين، وينطلق الشارع من الديون التي وصلت الى ٨٦ ملياراً.
ماذا يعني هذا الرقم؟ يعني أنّ المسؤولين فشلوا في إدارة البلد، ولو افترضنا أنها شركة خاصة واقعة تحت هذا الدين الكبير، فهل تكون فاشلة أو ناجحة؟ وإذا كانت فاشلة فما جدوى الاستشارات؟
٦٨ سنة وهذا الطاقم السياسي كله قد جُرّب مرات عديدة، من الجد الى الحفيد، ومن الأب الى الابن…
يا جماعة الشعب قال كلمته، أما إذا كانوا يراهنون على فائض القوة التي يمتلكونها، فهذه لها حسابات أخرى.
نصيحة لوجه الله: إذا كانت من جهة تظن أنها تستطيع أن تفرض أي مرشح بالقوة، فهي واهمة، فكم بالأحرى عندما يكون هناك مرشح لم يستطع أن يحصل إلاّ على تأييد نائب واحد من طائفته، علماً أنّ هذا المرشح محسوب على «حزب الله»… فهل له الحق أن يترشح؟
وكأنهم نسوا أو تناسوا حكومة نجيب ميقاتي! مع العلم أنّ الميقاتي لديه حيثية سياسية.
عوني الكعكي